هنا ، وإنما يصح أو يحسن حمل الشئ على ما يحل محله كما قدمنا ، وقيل : أصله : «نشرحَنْ» ثم حذفت النون الخفيفة وبقي الفتح دليلاً عليها ، وفي هذا شذوذان : توكيد المنفي بـ «لم» مع أنه كالفعل الماضي في المعنى ، وحذف النون الغير مقتض مع أن المؤكد لا يليق به الحذف. وإعطاء «لن» حكم «لم» في الجزم كقول أعرابي يمدح الإمام الحسين عليه السلام :
٤٦٦ ـ لن يَخَب الآن من رجائك من |
|
حرك من جون بابك الحلقهْ (١) |
الرواية بكسر الباء.
ومنها : اعطاء الفاعل إعراب المفعول وعكسه عند أمن اللبس كقولهم : «خرق الثوابُ المسمارَ ، وكسر الزجاج الحجر» وميع ايضاً نسبهما كقوله : (٢)
٤٦٧ ـ قد سال مالحيات منه القدما |
|
الاُفعُوان والشجاق الشجعما |
في رواية من نصب «الحيات» وقيل : «القدما» تثنية حذفت نونه؛ للضرورة كقول تأبط شراً :
٤٦٨ـ هما خُطَّتا إما إسار ومنة |
|
وإمادم والقتل بالحر أجدر(٣) |
فيمن رواه برفع «إسار ومنة» ، وسمع أيضاً رفعهما كقوله : (٤)
٤٦٩ـ ان من صاد عُقعُقاً لمشوم |
|
كيف من صاد عقعقان وبوم |
__________________
١ ـ تقدم برقم ٢٣٥.
٢ ـ قال السيوطي : «هو من اُرجوزة لأبي حيان الفقعسي» وقيل لغيره. راجع شرح شواهد المغني : ٢ / ٩٧٣.
٣ ـ تقدم برقم ٤٣٧.
٤ ـ قال البغدادي : «وهو هذا البيت لم أقف على قائله». شرح أبيات مغني اللبيب : ١٢٨.