والثاني : العطف على المحل ، نحو «ليس زيد بقائم ولا قاعداً» بالنصب ، وله عند المحققين ثلاثة شروط :
أحدها : إمكان ظهوره في الفصيح ، ألا ترى أنه يجوز في «ليس زيد بقائم» و «ما جاءني من امرأة» أن تسقط الباء فتنصب ، و «مِن» فترفع؟ وعلى هذا فلايجوز «مررت بزيد وعمراً» خلافاً لابن جني ; لأنه لايجوز «مررت زيداً» وأما قول جرير :
٣٨٢ ـ تمرون الديار ولم تعوجوا |
|
كلامكم عليّ إذن حرام (١) |
فضرورة ، ولاتختص مراعاة الموضع بأن يكون العامل في اللفظ زائداً كما مثلنا ، بدليل قول لبيد :
٣٨٣ـ فإن لم تجدمن دون عدنان والداً |
|
ودون مَعَدٍّ فلتزعْك العواذل (٢) |
والثاني : أن يكون الموضع بحق الأصالة ، فلايجوز «هذا ضارب زيداً وأخيه» ; لأن الوصف المستوفي لشروط العمل ، الأصل : إعماله لا إضافته لا لتحاقه بالفعل.
والثالث : وجود المحرز ، أي : الطالب لذلك المحل ، وابتني على هذا امتناع مسائل :
إحداها : «إن زيداً وعمرو قائمان» وذلك لأن الطالب لرفع «زيد» هو الابتداء والابتداء هو التجرد ، والتجرد قد زال بدخول «إنّ».
الثانية : «إن زيداً قائم وعمرو» إذا قدرت «عمراً» معطوفاً على المحل ،
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ٣١١.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ١٥١.