فلا يقال : «زيد نفسه هو الفاضل» ، وعلى ذلك سماه بعض الكوفيين : دعامة ; لأنه يدعم به الكلام ، أي : يقوّى ويؤكد.
والثالث معنوي أيضاً ، وهو الاختصاص ، وكثير من البيانيين يقتصر عليه ، وذكر الزمخشري الثلاثة في تفسير (وَاُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة / ٥) ، فقال : فائدته الدلالة على أن الوارد بعده خبر لاصفة ، والتوكيد ، وإيجاب أن فائدة المسند ثابتة للمسند إليه دون غيره (١).
المسألة الثالثة : في محله.
زعم البصريون : أنه لامحل له ، ثم قال أكثرهم : إنه حرف ، فلا إشكال ، وقال الخليل : اسم ، ونظيره على هذا القول أسماء الأفعال فيمن يراها غير معمولة لشيء ، و «أل» الموصولة ، وقال الكوفيون : له محل ، ثم قال الكسائي : محله بحسب ما بعده ، وقال الفراء : بحسب ما قبله ، فمحله بين المبتدأ والخبر رفع ، وبين معمولي «ظن» نصب ، وبين معمولي «كان» رفع عند الفراء ، ونصب عند الكسائي ، وبين معمولي «إنّ» بالعكس.
المسألة الرابعة : فيما يحتمل من الأوجه.
يحتمل في نحو : (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) (المائدة / ١١٧) ، الفصلية والتوكيد ، دون الابتداء ; لانتصاب ما بعده ، وفي نحو : (وَإنّا لَنَحْنُ الصّافُّونَ) (الصافات / ١٦٥) ، الفصلية والابتداء ، دون التوكيد ، لدخول اللام ، ويحتمل الثلاثة في نحو : «أنت أنت الفاضل» ونحو : (إنَّكَ أَنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ) (المائدة / ١٠٩) ، ومن أجاز إبدال الضمير من الظاهر أجاز في نحو : «إن زيداً هو
__________________
١ ـ الكشاف : ١ / ٤٦.