يكون المحذوف إلاّ الهاء ، أي : إن الجار حذف أولاً ، ثم حذف الضمير. وقال آخر : لايكون المحذوف إلا «فيه» وقال أكثر النحويين منهم سيبويه والأخفش : يجوز الأمران ، والأقيس عندي الأول. انتهى. وهو مخالف لما نقل غيره.
الثالث : الجملة الموصول بها الأسماء ، ولا يربطها غالباً إلا الضمير ، إما مذكوراً ، نحو : (اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) (البقرة / ٣) ، وإما مقدراً ، نحو : (أَيُّهُمْ أَشَدُّ) (مريم / ٦٣) ، والحذف من الصلة أقوى منه من الصفة ، ومن الصفة أقوى منه من الخبر.
والربط بضمير الخطاب ، نحو قول علي بن الحسين (عليهما السلام) : «أنت الذي وسعت كل شيء رحمة وعلماً ، وأنت الذي جعلتَ لكل مخلوق في نعمك سهماً» (١) ، قليل ، ولكنه مع هذا مقيس ، وأما الربط باسم الظاهر ، نحو : «أنت الذي قام زيد» فقليل غير مقيس.
الرابع : الواقعة حالا ، ورابطها إما الواو والضمير ، نحو : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) (النساء / ٤٣) ، أو الواو فقط ، نحو : (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) (يوسف / ١٤) ، أو الضمير فقط ، نحو : (تَرَى الّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) (الزمر / ٦٠) ، وقد يخلو منهما لفظاً ، فيقدر الضمير ، نحو : «مررت بالبر قفيز بدرهم» أو الواو كقوله (٢) يصف غائصاً لطلب اللؤلؤ انتصف النهار وهو غائص وصاحبه لايدري ما حاله :
__________________
١ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء السادس عشر : ١١٥.
٢ ـ قال السيوطي : هو من قصيدة للمسيب بن علس مالك الضبعي. شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٧٨. وقال البغدادي : البيت من قصيدة للأعشى ميمون البكري ... وأما الأصمعي فقد أثبتها للمسيب بن علس الخماعي. شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٩٠.