الثامن : معمول الصفة المشبهة ، ولا يربطه أيضاً إلا الضمير ، إما ملفوظاً به ، نحو : «زيد حسن وجهَه» ، أو مقدراً ، نحو : «زيد حسن وجهاً» أي : منه ، واختلف في نحو : «زيد حسن الوجه» بالرفع ، فقيل : التقدير : منه ، وقيل : «أل» خلف عن الضمير.
التاسع : جواب اسم الشرط المرفوع بالابتداء ، ولا يربطه أيضا إلا الضمير ، إما مذكوراً ، نحو : (فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي اُعَذِّبُهُ) (المائدة / ١١٥) ، أو مقدراً أو منوباً عنه ، نحو : (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة / ١٩٧) ، أي : منه ، أو الأصل : في حجه.
العاشر : العاملان في باب التنازع ، فلابد من ارتباطهما ، إما بعاطف كما في : «قاما وقعد أخواك» ، أو عمل أولهما في ثانيهما ، نحو : (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى الله شَطَطاً) (الجن / ٤) ، أو كون ثانيهما جواباً للأول ، إما جوابية الشرط ، نحو : (تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْلَكُمْ رَسُولُ اللهِ) (المنافقون / ٥) ، أو جوابية السؤال ، نحو : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) (النساء / ١٧٦) ، أو نحو ذلك من أوجه الارتباط ، ولا يجوز «قام قعد زيد».
الحادي عشر : ألفاظ التوكيد الاُول ، وإنما يربطها الضمير الملفوظ به ، نحو : «جاء زيد نفسه ، والزيدان كلاهما ، والقوم كلهم» ، ومن ثم كان مردوداً قول من قال في قوله تعالى : (هُوَالّذِي خَلَقَ لَكُمْ مْا فِي الاْرْضِ جَمِيعاً) (البقرة / ٢٩) : إن «جميعاً» توكيد لـ «ما» ، ولو كان كذا لقيل : جميعه ، ثم التوكيد بـ «جميع» قليل ، فلا يحمل عليه التنزيل ، والصواب : أنه حال.
واحترز بذكر «الاُول» عن «أجمع» وأخواته ، فإنها إنما تؤكد بعد «كل» ، نحو : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلّهُمْ أَجْمَعُونَ) (الحجر / ٣٠).