الأمر الثاني : حركة الفلك الأعلى على خلاف التوالي كما انّه ممكن ، فكذا حركته على التوالي ممكن أيضا فاختصاصه بالحركة من جهة دون غيرها مع تساويها ترجيح من غير مرجّح.
الأمر الثالث : جميع الحركات بأسرها متساوية النسبة إليه ، ولا ريب أنّ الحركات مختلفة بالسرعة والبطء ، فحصول سرعة معيّنة في حركة الفلك دون غيرها يكون ترجيحا من غير مرجّح.
الأمر الرابع : كلّ فلك من الأفلاك له ثخن معين وحدّ محدود مع أنّ حصوله على أكثر من ذلك الثخن أو الحدّ ، أو أقلّ ممكن ، فاختصاصه بذلك الثخن المعيّن والقدر الخاص يكون ترجيحا من غير مرجّح.
الأمر الخامس : الفلك بسيط متشابه الأجزاء من كلّ الوجوه فاختصاص جانب منه بالنقرة التي ترتكز الكواكب فيها دون سائر الجوانب يكون ترجيحا للشيء على ما هو مثله من غير سبب.
الأمر السادس : الفلك بسيط فاختصاص كلّ واحد من التداوير والأوجات والحضيضات بجانب معيّن منه دون جانب مع تساوي سائر الجوانب ، وإلّا لم يكن بسيطا ، ترجيح من غير مرجّح.
الأمر السابع : الفلك الممثل في كلّ كوكب له فلك ممثل يشمل على فلك خارج المركز وعلى متمم ، فاختصاص جانب من متممات الأفلاك الخارجة المركز بالغلظ دون الجانب الآخر ترجيح من غير مرجّح.
الأمر الثامن : العالم عندكم قديم لكن لا شكّ في حدوث الاعراض والتراكيب فاختصاص حدوث كلّ واحد منها بالوقت المعيّن دون الوقت الذي حدث فيه مثله يكون ترجيحا من غير مرجّح ، فلزمكم في الصفات المحدثة ما ألزمتمونا في حدوث العالم.