وفيه نظر ، لأنّا نمنع من معرفة حقيقة الحركة وتصوّر ذاتها ، بل المتصوّر لنا بعض عوارضها ، كما في النفس. وكون الشيء لا يتصوّر ثبوته إلّا في الشيء ، لا يستدعي توقّف تصوّره على تصوّر ذلك الشيء ، بل قولنا : «كمال أوّل» يتوقّف على معرفة الزمان ، لأنّ أقسام السبق قد عرفت عددها وليس المراد هنا إلّا الزماني ، فيدور.
والحقّ أن يقال : إنّ تصوّر الحركة ضروري وإن لزمها ما ذكرتم.
ونقل عن أفلاطون : إنّها خروج عن المساواة. وعنى بذلك كون الشيء بحيث لا يفرض آن من الآنات إلّا ويكون حاله فيه بخلاف حاله في الآن الذي يكون قبله أو بعده ، ولا يكون مساويا لحالته السابقة أو اللاحقة.
ورسمها فيثاغورس بالغيرية ، لأنّ حال الجسم في صفة من الصفات في كلّ آن مغايرة لحاله قبل ذلك الآن وبعده. (١)
__________________
(١) وقال الشيخ بعد نقل هذه التعاريف وتزييفها : «وهذه رسوم إنّما دعا إليها الاضطرار وضيق المجال ولا حاجة بنا إلى التطويل في إبطالها ومناقضتها ، فإنّ الذهن السليم يكفيه في تزييفها ما قلناه.» الفصل الأوّل من ثانية الأوّل من طبيعيات الشفاء ١ : ٨٣. راجع أيضا المباحث المشرقية ١ : ٦٧١ ؛ الأسفار ٣ : ٢٦.