فالأقرب أنّه كذلك.
وأيضا القوّة المحركة قسرا تضعف عندهم بمصادمات الهواء المخروق لا يمكن أن يكون فيها شيء باق يتناقض ، بل الحاصل هناك أنواع من القوى آنية الوجود متتالية.
وإذا لم يوجد شيء من هذه الأمور المتتالية أكثر من آن واحد وهي متعاقبة لا يتخللها زمان ، لزم تتالي الآنات.
وأجاب الشيخ في التعليقات (١) بأنّ وجود تلك الأنواع بالقوة لا بالفعل.
ويضعّف بأنّ الأنواع إذا لم يكن لها وجود في الخارج لم يكن لحركة الجسم في كيفية واحدة وجود في الخارج ، لأنّ الحركة إن كانت عبارة عن وجود هذه الأنواع ولم يكن وجودها بالفعل بل بالقوة لم تكن حركتها بالفعل بل بالقوة ، فيكون الجسم غير متحرك بالفعل ، بل يمكن أن يتحرك. وإن كانت هذه الأنواع موجودة بالفعل وقد دلّ الدليل على تخالفها بالنوع وبالماهية وإن كان كلّ واحد منها لا يوجد أكثر من آن واحد وهي متتالية لا يتخللها زمان والأمور التي هذا شأنها كيف يقال : إنّ وجودها بالقوّة؟ فثبت أنّ الكيفية لا يجوز أن تكون موضوعا للحركة.
وبهذا يظهر أنّه لا يجوز أن تكون واسطة بينها وبين الموضوع. (٢)
وأمّا الاحتمال الثالث وهو أن تكون المقولة جنسا لها ، فقد ذهب إليه بعضهم ، وزعم أنّ من (٣) الأين منه ما هو قارّ ومنه ما هو سيّال هو الحركة المكانية. ومن الكيف قارّ ومنه سيّال هو الحركة في الكيف ، كالاستحالة. ومن
__________________
(١) ص ٤١ ، تحقيق د. عبد الرحمن البدوي.
(٢) وهو الاحتمال الثاني.
(٣) كذا ، ولعلّها زيادة من الناسخ ، ولا يخل بالمعنى.