القائم بأحد الجسمين مغاير للسواد القائم بالآخر. وإذا وجد سواد في محل ثمّ عدم ووجد السواد لم يكن هذا السواد الثاني عين السواد الأوّل بالشخص بل بالنوع ، لاستحالة إعادة المعدوم. وكذا الحركة إنّما تكون واحدة بوحدتهما معا.
وفيه نظر ، فانّ تعدد السواد هنا ليس لتعدد الزمان ، لأنّ تعدّد الزمان إنّما هو بالفرض وقد يفرض تعدد الزمان مع بقاء الشيء الواحد بالشخص وقد يتكثر الواحد بالشخص مع الوحدة الاتصالية في الزمان.
وأمّا وحدة ما فيه الحركة فلانّا لو فرضنا متحركا واحدا بالشخص ابتداء انتقاله في الأين حال ابتداء انتقاله في الكيف وحال ابتداء انتقاله في الكم ، فانّ كلّ واحد من الموضوع والزمان واحد والحركة متكثرة لما تكثرت المسافة ، فلا يلزم من وحدة الموضوع والزمان وحدة الحركة ، لأنّ ما فيه ليس واحدا وحينئذ لا تكون وحدة ما فيه الحركة لازمة لوحدة الموضوع والزمان. وليس أيضا وحدة الحركة الأينية لوحدة ما فيه الحركة خاصة. فوحدة الحركة إنّما تكون إذا اجتمعت هذه الوحدات الثلاثة ، ويلزم من وحدة هذه الأمور الثلاثة وحدة ما منه وما إليه.
ووحدة المحرّك غير معتبرة في وحدة الحركة ، فانّا لو قدّرنا محركا يحرك جسما وقبل انقطاع تحريكه أو معه يوجد محرك آخر بحيث لا تكون بين تعطيل الأوّل وابتداء الثاني بالتأثير فاصلة فانّ الحركة تكون واحدة ، كما لو فرضنا مغناطيسا جذب حديدا ثمّ فسدت طبيعته في آن وهناك مغناطيس آخر في ذلك الآن فانّ الجذب يتصل والحركة لا تنقطع. وكذا الماء إذا سخن بنيران متلاحقة فإنّ ذلك التسخن يكون واحدا مستمرا. إلّا أن يقال إنّه تحدث في تلك الحركة بسبب نسبتها إلى المحركين كثرة وانقسام ولكن مثل هذا الانقسام لا يبطل الوحدة الاتصالية للحركة ، كما أنّ الحركة الفلكية متصلة وتعرض لها مع اتصالها انقسامات بسبب الشروق والغروب والمسامتات.