الوتر ، فتكون هذه المقايسة وهمية. وإذا عرفت أنواع تقايس المسافات عرفت تقايس أنواع الحركات المكانية عليها.
وأمّا الحركة في الكيف فهذه المقايسة قد تكون قريبة وقد تكون بعيدة.
أمّا القريبة فالتي تتشابه مبدؤهما ومنتهاهما بأن يأخذ أحدهما من السواد الحالك إلى البياض اليقق (١) ويأخذ الآخر كذلك ، فإن تساويا زمانا أخذا ـ وتركا ـ تشابها في السرعة والبطء ، وإن تفاوتا كانت إحداهما أسرع.
وأمّا البعيدة فإن يكون الاعتبار بالضدّ مثل أن يأخذ أحدهما في السواد إلى البياض ويأخذ الآخر بالعكس أو إن أخذ أحدهما لا من السواد الطرف بل من شيء قريب منه وجب أن يكون الأمر في الجانب الآخر كذلك. وبالجملة تكون نسبة المبدأ والمنتهى في أحد الجانبين شبيهة بالجانب الآخر ، فإن تساوى زماناهما تساويا سرعة وبطءا ، وإلّا تفاوتا.
وأمّا الحركة في الكم فقد عرفت أنّ لكلّ واحد من أنواع الكائنات (٢) حدّا محدودا بالطبع في الصغر والكبر لا يتعدّاهما فالماء والهواء وغيرهما لها (٣) حدّان في التخلخل والتكاثف لا تتعداهما ، وحدّ كلّ واحد من الماء والهواء في طرفي الزيادة والنقصان مخالف بالطبع لحدّ الآخر ولمّا لم تكن بين حدّي أحدهما وحدّي الآخر مماثلة لم تكن بينهما مماثلة ومساواة ، فلا جرم لا يمكن اعتبار الزيادة والنقصان. فأمّا إذا اعتبرنا حال حديهما في مطلق الزيادة والنقصان وجدناهما مشتركين ، فللماء زيادة ونقصان وكذا الهواء والزيادات والنقصانات تشتركان في أصل مفهوم الزيادة والنقصان ، ولمّا تشابها من هذا الوجه صحّ اعتبار الزيادة والنقصان من
__________________
(١) اليقق : المتناهي في البياض. أبيض يقق : شديد البياض ناصعه. لسان العرب ، مادة يقق.
(٢) في المباحث : «الناميات».
(٣) في النسخ : «له» ، أصلحناها طبقا للسياق.