طبيعي فيكون مهروبا عنه والأقرب وإن كان غير طبيعي لكنّه أولى ، لأنّ غير الطبيعي فيه أقل.
المسألة الرابعة : في أقسام الحركة القسرية (١)
قد عرفت أنّا نريد بالحركة القسرية : الحركة الصادرة عن سبب خارج عن المتحرك ، كالحجر المرمي إلى فوق والمدحرج. وهي قد تكون خارجة عن الطبع فقط ، كجرّ الحجر على الأرض. وقد تكون مضادة للطبيعة ، كتحريك الحجر إلى فوق. وقد تكون بالجذب. وقد تكون بالدّفع. وأمّا الحمل فالحركة فيه عرضية (٢). والتدوير القسري مركب من جذب ودفع. وقد تكون بسبب تعارض الحركتين ، كما في السبيكة المذابة ، فانّ الجزء المستقر منها لغلبة الحر فيصعده بالإسخان فإذا علا (٣) برد فمال إلى حيّزه الطبيعي فطلب الهبوط ، وإنّما (٤) يشتد عند مقارنة المستقر ولأجل اشتداد القوة عند المقارنة ما كان منع الحجر النازل أضعف (٥) من إشالة المستقر وإذا حدث هذا الميل قاوم مقتضى التسخين ومال إلى أسفل ونحى مستقره ، وقد عرض لما كان أسفل مثل ما عرض من التصعد وتلك الأجزاء متلاصقة ، فحدثت حركة مستديرة تكون استدارتها لا على المستقر بل فيما بين العلو والمستقر. وأمّا الدّحرجة فربما كانت عن سببين خارجيّين. وربما كانت عن ميل طبيعي مع جذب أو دفع ، كالكرة التي ترمى من العلو. هذا في الحركة الأينية.
__________________
(١) راجع التاسع والرابع عشر من رابعة الأوّل من الشفاء (السماع الطبيعي) ؛ المعتبر في الحكمة ٢ : ١١٢ (الفصل السابع والعشرون) ؛ المباحث المشرقية ١ : ٧٤٨ ؛ كشف المراد : ٢٧٣.
(٢) كالراكب على الفرس.
(٣) في المباحث : «غلى».
(٤) في النسخ : «أيّما» ، وما أثبتناه من المباحث.
(٥) في المباحث : «أصعب».