حكمان واجبا الحصول لذاتيهما». (١)
قلنا : الصحّة والامتناع وصفان ذهنيان لا خارجيان.
قوله : «لم لا يكون ممكنا ، بمعنى قبوله للعدم وتكون الوجودية أولى؟». (٢)
قلنا : تقدم بطلانه.
قوله : «ثبت (٣) أنّ قبول الوجود والعدم على السواء ، فلم قلتم : إنّه لا بدّ له من سبب؟». (٤)
قلنا : لأنّ بديهة العقل شاهدة بأنّ الحقيقة إذا كانت نسبة الوجود إليها كنسبة العدم ، فانّه لا يترجح إحدى النسبتين على الأخرى إلّا لمرجّح.
قوله : «الحدوث علّة الحاجة ، فانّ البناء يستغني عن الباني حال بقائه». (٥)
قلنا : المحتاج إلى الباني ليس هو استقرار أجزائه في مواضعها ، بل انتقال تلك الأجزاء من موضع إلى موضع آخر ، فأمّا استقرارها في مواضعها فللأكوان التي يخلقها الله تعالى فيها حالا بعد حال ، أو أنّ فيها قوى تقتضي البقاء والاستمرار في تلك الأحياز. وكذا الحجر المرمي.
قوله : «لو احتاج الأثر إلى المؤثر حال بقائه فلا يخلو إمّا أن يكون للمؤثر فيه تأثير أو لا ، فإن كان فإمّا أن يكون تأثير المؤثر فيه هو الوجود الأوّل أو وجود آخر». (٦)
قلنا : إن عنيتم بقولكم «المؤثر هل له فيه تأثير؟» أنّ المؤثر هل فيه تأثير
__________________
(١) و (٢) راجع ص ٤٥.
(٣) نهاية العقول : «هب».
(٤) راجع ص ٤٥.
(٥) و (٦) مرّ في ص ٤٥ ـ ٤٦. راجع أيضا كشف المراد : ٨١ (في أنّ الممكن الباقي محتاج إلى المؤثر).