عبد الله ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو قال : سرقت امرأة حليا فجاء الذين سرقتهم ، فقالوا : يا رسول الله ، سرقتنا هذه المرأة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «اقطعوا يدها اليمنى» فقالت المرأة : هل من توبة؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك» ، قال : فأنزل الله عزوجل (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وقد رواه الإمام أحمد (١) بأبسط من هذا فقال : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو أن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجاء بها إلى الذين سرقتهم ، فقالوا : يا رسول الله ، إن هذه المرأة سرقتنا. قال قومها : فنحن نفديها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «اقطعوا يدها» ، فقالوا : نحن نفديها بخمسمائة دينار ، فقال «اقطعوا يدها» فقطعت يدها اليمنى ، فقالت المرأة : هل لي من توبة يا رسول الله؟ قال «نعم أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك» ، فأنزل الله في سورة المائدة (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وهذه المرأة هي المخزومية التي سرقت ، وحديثها ثابت في الصحيحين من رواية الزهري عن عروة ، عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المرأة التي سرقت ، في عهد النبي صلىاللهعليهوسلم في غزوة الفتح ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأتى بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكلمه فيها أسامة بن زيد ، فتلون وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال «أتشفع في حد من حدود الله عزوجل؟» فقال له أسامة : استغفر لي يا رسول الله ، فلما كان العشي ، قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاختطب فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال «أما بعد فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وإني والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت ، لقطعت يدها» ، ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها. قالت عائشة : فحسنت توبتها بعد ، وتزوجت وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهذا لفظ مسلم (٢). وفي لفظ له عن عائشة قالت : كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده ، فأمر النبي صلىاللهعليهوسلم بقطع يدها.
وعن ابن عمر قال : كانت امرأة مخزومية تستعير متاعا على ألسنة جاراتها وتجحده ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقطع يدها ، رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وهذا لفظه (٣) ، وفي لفظ له أن امرأة كانت تستعير الحلي للناس ثم تمسكه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لتتب هذه المرأة إلى الله وإلى رسوله ، وترد ما تأخذ على القوم» ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «قم يا بلال فخذ بيدها
__________________
(١) مسند أحمد ٢ / ١٧٧ ـ ١٧٨.
(٢) صحيح مسلم (حدود حديث ٩) وصحيح البخاري (حدود باب ١٢)
(٣) سنن النسائي (سارق باب ٥) وسنن أبي داود (حدود باب ٤ و١٦) وصحيح مسلم (حدود حديث ١٠)