قول الله عزوجل (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) قال : للمجروح ، وروي عن الحسن البصري وإبراهيم النخعي في أحد قوليه وأبي إسحاق الهمداني نحو ذلك ، وروى ابن جرير عن عامر الشعبي وقتادة مثله.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة عن قيس يعني ابن مسلم ، قال : سمعت طارق بن شهاب يحدث عن الهيثم بن العريان النخعي ، قال : رأيت عبد الله بن عمرو عند معاوية أحمر شبيها بالموالي ، فسألته عن قول الله (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) قال : يهدم عنه من ذنوبه بقدر ما تصدق به ، وهكذا رواه سفيان الثوري عن قيس بن مسلم ، وكذا رواه ابن جرير (١) من طريق سفيان وشعبة.
وقال ابن مردويه : حدثني محمد بن علي ، حدثنا عبد الرحيم بن محمد المجاشعي ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحجاج المهري ، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، حدثنا معلى يعني ابن هلال أنه سمع أبان بن ثعلب عن العريان بن الهيثم بن الأسود ، عن عبد الله بن عمرو ، عن أبان بن ثعلب ، عن الشعبي ، عن رجل من الأنصار ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) قال : «هو الذي تكسر سنه ، أو تقطع يده أو يقطع الشيء منه أو يجرح في بدنه فيعفو عن ذلك» ـ قال ـ فيحط عنه قدر خطاياه ، فإن كان ربع الدية فربع خطاياه ، وإن كان الثلث فثلث خطاياه ، وإن كانت الدية حطت عنه خطاياه كذلك».
ثم قال ابن جرير (٢) : حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، حدثنا ابن فضيل عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي السفر قال : دفع رجل من قريش رجلا من الأنصار ، فاندقت ثنيته ، فرفعه الأنصاري إلى معاوية فلما ألح عليه الرجل ، قال : شأنك وصاحبك ، قال : وأبو الدرداء عند معاوية ، فقال أبو الدرداء : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «ما من مسلم يصاب بشيء من جسده فيهبه ، إلا رفعه الله به درجة وحط عنه به خطيئة» فقال الأنصاري : أنت سمعته من رسول اللهصلىاللهعليهوسلم؟ فقال : سمعته أذناي ووعاه قلبي ، فخلى سبيل القرشي ، فقال معاوية : مروا له بمال ، هكذا رواه ابن جرير.
ورواه الإمام أحمد (٣) فقال : حدثنا وكيع ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي السفر قال : كسر رجل من قريش سن رجل من الأنصار ، فاستعدى عليه معاوية ، فقال معاوية : إنا سنرضيه ، فألح الأنصاري ، فقال معاوية : شأنك بصاحبك ، وأبو الدرداء جالس ، فقال أبو الدرداء : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «ما من مسلم يصاب بشيء من جسده فيتصدق به ، إلا
__________________
(١) تفسير الطبري ٤ / ٦٠٠.
(٢) تفسير الطبري ٤ / ٦٠٠.
(٣) مسند أحمد ٦ / ٤٤٨.