إلى الزقاق فأخذ بأرجلها ثم هراقها.
حديث آخر ـ قال الإمام أحمد (١) : حدثنا يحيى بن سعيد عن حميد ، عن أنس قال : كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبي بن كعب وسهيل ابن بيضاء ونفرا من أصحابه عند أبي طلحة حتى كاد الشراب يأخذ منهم ، فأتى آت من المسلمين فقال : أما شعرتم أن الخمر قد حرمت؟ فقالوا : حتى ننظر ونسأل ، فقالوا : يا أنس اسكب ما بقي في إنائك فو الله ما عادوا فيها ، وما هي إلا التمر والبسر ، وهي خمرهم يومئذ ، أخرجاه في الصحيحين من غير وجه عن أنس ، وفي رواية حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال : كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة ، وما شرابهم إلا الفضيخ (٢) البسر والتمر ، فإذا مناد ينادي قال : اخرج فانظر ، فإذا مناد ينادي : ألا إن الخمر قد حرمت ، فجرت في سكك المدينة ، قال : فقال لي أبو طلحة : اخرج فأهرقها ، فهرقتها فقالوا أو قال بعضهم : قتل فلان وفلان وهي في بطونهم ، قال : فأنزل الله (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) الآية.
وقال ابن جرير (٣) : حدثنا محمد بن بشار ، حدثني عبد الكبير بن عبد المجيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : بينما أنا أدير الكأس على أبي طلحة وأبي عبيدة بن الجراح وأبي دجانة ومعاذ بن جبل وسهيل ابن بيضاء حتى مالت رؤوسهم من خليط بسر وتمر ، فسمعت مناديا ينادي : ألا إن الخمر قد حرمت. قال : فما دخل علينا داخل ولا خرج منا خارج حتى أهرقنا الشراب ، وكسرنا القلال ، وتوضأ بعضنا ، واغتسل بعضنا ، وأصبنا من طيب أم سليم ، ثم خرجنا إلى المسجد فإذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ) إلى قوله تعالى (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) فقال رجل : يا رسول الله ، فما ترى فيمن مات وهو يشربها؟ فأنزل الله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) الآية ، فقال رجل لقتادة : أنت سمعته من أنس بن مالك قال : نعم ، وقال رجل لأنس بن مالك ، أنت سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : نعم ، أو حدثني من لم يكذب ، [والله] (٤) ما كنا نكذب ، ولا ندري ما الكذب.
حديث آخر قال الإمام أحمد (٥) : حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر ، عن بكر بن سوادة ، عن قيس بن سعيد بن عبادة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال «إن
__________________
(١) مسند أحمد ٣ / ١٨١ ـ ١٨٢.
(٢) الفضيخ : شراب يتخذ من البسر المفضوح ، أي المشدوخ.
(٣) تفسير الطبري ٥ / ٣٨.
(٤) زيادة من الطبري.
(٥) مسند أحمد ٤ / ٤٢٢.