هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم نحوه. ورواه ابن الهاد عن ابن شهاب ، عن سعيد ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم. قال الحاكم : أراد البخاري أن يزيد بن عبد الله بن الهاد رواه عن عبد الوهاب بن بخت ، عن الزهري ، كذا حكاه شيخنا أبو الحجاج المزي في الأطراف ، وسكت ولم ينبه عليه ، وفيما قاله الحاكم نظر ، فإن الإمام أحمد وأبو جعفر بن جرير روياه من حديث الليث بن سعد ، عن ابن الهاد ، عن الزهري نفسه ، والله أعلم.
ثم قال البخاري (١) : حدثنا محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني ، حدثنا حسان بن إبراهيم ، حدثنا يونس عن الزهري ، عن عروة أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ، ورأيت عمرا يجر قصبه وهو أول من سيب السوائب» تفرد به البخاري.
وقال ابن جرير (٢) : حدثنا هناد ، حدثنا يونس بن بكير ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول لأكثم بن الجون : «يا أكثم ، رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار ، فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ، ولا به منك». فقال أكثم : تخشى أن يضرني شبهه يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لا ، إنك مؤمن وهو كافر ، إنه أول من غير دين إبراهيم ، وبحر البحيرة ، وسيب السائبة ، وحمى الحامي» ، ثم رواه عن هناد ، عن عبدة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم بنحوه أو مثله ، ليس هذان الطريقان في الكتب.
وقال الإمام أحمد (٣) : حدثنا عمرو بن مجمع ، حدثنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال «إن أول من سيب السوائب وعبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر ، وإني رأيته يجر أمعاءه في النار» ، تفرد به أحمد من هذا الوجه. وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن زيد بن أسلم ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إني لأعرف أول من سيب السوائب ، وأول من غير دين إبراهيم عليهالسلام» قالوا : من هو يا رسول الله؟ قال «عمرو بن لحي أخو بني كعب ، لقد رأيته يجر قصبه في النار ، تؤذي رائحته أهل النار ، وإني لأعرف أول من بحر البحائر» قالوا : ومن هو يا رسول الله؟ قال «رجل من بني مدلج ، كانت له ناقتان ، فجدع آذانهما ، وحرم ألبانهما ، ثم شرب ألبانهما بعد ذلك ، فلقد رأيته في النار وهما يعضانه بأفواههما ، ويطآنه بأخفافهما». فعمروا هذا هو ابن لحي بن قمعة ، أحد رؤساء خزاعة الذين ولوا البيت بعد جرهم وكان أول من غير دين إبراهيم الخليل ، فأدخل الأصنام إلى الحجاز ،
__________________
(١) صحيح البخاري (تفسير سورة المائدة باب ١٢)
(٢) تفسير الطبري ٥ / ٨٧.
(٣) مسند أحمد ١ / ٤٤٦.