صفوان (١) ، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث ابن جريج به. وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديثه. وقال أبو داود : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن ربعي قال : أتى رجل من بني عامر استأذن على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو في بيته ، فقال : أألج؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لخادمه «اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له : قل السلام عليكم أأدخل؟» فسمعه الرجل ، فقال : السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له النبيصلىاللهعليهوسلم ، فدخل.
وقال هشيم : أخبرنا منصور عن ابن سيرين ، وأخبرنا يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد الثقفي أن رجلا استأذن على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : أألج أو أنلج؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لأمة له يقال لها روضة «قومي إلى هذا فعلميه ، فإنه لا يحسن يستأذن ، فقولي له : يقول السلام عليكم أأدخل؟» فسمعها الرجل فقالها فقال «ادخل». وقال الترمذي : حدثنا الفضل بن الصباح ، حدثنا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «السلام قبل الكلام» (٢) ثم قال الترمذي : عنبسة ضعيف الحديث ذاهب ، ومحمد بن زاذان منكر الحديث. وقال هشيم : قال مغيرة : قال مجاهد : جاء ابن عمر من حاجة وقد آذاه الرمضاء ، فأتى فسطاط امرأة من قريش فقال : السلام عليكم أأدخل؟ قالت : ادخل بسلام ، فأعاد فأعادت وهو يراوح بين قدميه ، قال : قولي ادخل. قالت : ادخل فدخل (٣).
ولابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو نعيم الأحوال ، حدثني خالد بن إياس ، حدثتني جدتي أم إياس قالت : كنت في أربع نسوة نستأذن على عائشة ، فقلت : ندخل؟ فقالت : لا قلن لصاحبتكن تستأذن ، فقالت : السلام عليكم أندخل قالت : ادخلوا ، ثم قالت: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها) الآية. وقال هشيم : أخبرنا أشعث بن سوار عن كردوس عن ابن مسعود قال : عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم وأخواتكم ، قال أشعث عن عدي بن ثابت أن امرأة من الأنصار قالت : يا رسول الله إني أكون في منزلي على الحال التي لا أحب أن يراني أحد عليها لا والد ولا ولد ، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال ، قال فنزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً) الآية.
وقال ابن جريج : سمعت عطاء بن أبي رباح يخبر عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ثلاث آيات جحدهن الناس. قال الله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) قال : ويقولون إن أكرمهم عند الله أعظمهم بيتا ، قال والأذن كله قد جحده الناس قال : قلت : أستأذن على أخواتي أيتام
__________________
(١) أخرجه أبو داود في الأدب باب ١٢٧ ، والترمذي في الاستئذان باب ١٨.
(٢) أخرجه الترمذي في الاستئذان باب ١١.
(٣) انظر تفسير الطبري ٩ / ٢٩٧.