النّاس انصروا خليفتكم.
ثمّ دخل دار صالح بن محمد بن يزداد (١) ورمى بسلاحه ولبس البياض ليهرب من الأسطحة. وجاء أحمد حاجب بايكباك فأخبر به ، فتبعه ، فهرب ، فرماه بعضهم بسهم ونفجه بالسّيف. ثمّ حمل إلى أحمد ، فأركبوه بغلا ، وركّبوا خلفه سائسا ، وأتوا به إلى دار أحمد بن خاقان ، وجعلوا يضربونه ويقولون : أين الذّهب.
فأقرّ لهم بستّمائة ألف دينار مودعة ببغداد ، أودعها الكرجيّ. فأخذوا خطّه إلى خشف الواضحيّة المغنّية بستمائة ألف دينار ، ودفعوه إلى رجل ، فعصر على خصيتيه فمات (٢).
وقيل : كانت به طعنة فحملوه على برذون.
وقيل : أرادوه بدار أحمد على الخلع ، فأبى واستسلم للقتل ، فقتلوه (٣).
[بيعة أحمد بن المتوكل]
وبايعوا أحمد بن المتوكل ولقّبوه المعتمد على الله ، وكنيته أبو العبّاس ، وقيل : أبو جعفر ، في سادس عشر رجب (٤).
وقدم موسى بن بغا إلى سامرّاء بعد أربعة أيّام ، وخمدت الفتنة. وكان المعتمد محبوسا بالجوسق فأخرجوه.
__________________
(١) في تاريخ الطبري ٩ / ٤٦٧ : «دار أبي صالح بن يزداد» ، وفي : العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٣٤ : دار عبد الله بن محمد بن يزداد أبو صالح ، وانظر الحاشية (٤).
(٢) مروج الذهب ٤ / ١٨٦ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٣٦ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٣٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٢٨ ـ ٢٣٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٧ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٢ ، ٢٣ ، تاريخ الخلفاء ٣٦٣.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٠٦ ، تاريخ الطبري ٩ / ٤٦٦ ـ ٤٦٨ ، تاريخ الزمان لابن العبري ٤٣ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٢٣ ـ ٣٢٥.
(٤) تاريخ الطبري ٩ / ٤٧٤ ، مروج الذهب ٤ / ١٩٨ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٣٦ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢٤ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٢٣٥ ، تاريخ مختصر الدول ١٤٧ ـ ١٤٨ ، تاريخ الزمان ٤٤ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٤٨ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٣٢٧ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٣ ، ٢٤ ، تاريخ الخلفاء ٣٦٣.