[قتل صالح بن وصيف]
وأمّا صالح بن وصيف ، فكان قد استطال على الخلفاء وقتل المعتزّ ، وأقام المهتدي ، وحكم عليه ، وذكرنا استتاره في أيّام المهتدي. قال : فنادى عليه موسى بن بغا : من جاء به فله عشرة آلاف دينار. فلم يظفر به أحد.
واتّفق أنّ بعض الغلمان دخل زقاقا وقت الحرّ ، فرأى بابا مفتوحا فدخل ، فمشى في دهليز مظلم ، فرأى صالحا نائما ، فعرفه وليس عنده أحد. فجاء إلى موسى فأخبره ، فبعث جماعة فأخذوه ، ثمّ ذهبوا به مكشوف الرأس إلى الجوسق فبادره بعض أصحاب مفلح ، فضربه من ورائه ، واحتزّوا رأسه وطافوا به. وتألّم المهتدي في الباطن لقتله ، وقال : رحم الله صالحا ، فلقد كان ناصحا (١).
وأمّا الصّوليّ فقال : عذّبوه في الحمّام كما كان يفعل بالمعتزّ ، حتّى أقرّ بالأموال ثمّ خنقوه. والله أعلم.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٩ / ٤٥٤.