[خروج أحمد بن عيسى العلويّ بالريّ]
وقد كان هو وأحمد بن عيسى العلويّ اجتمعا على أهل الرّيّ ، وقتلا بها خلقا كبيرا ، وأفسدوا وعاثوا. وسار لقتالهما جيش ، فأسر أحدهما وقتل الآخر (١).
[إفساد إسماعيل بن يوسف موسم الحجّ]
وفيها خرج إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن الحسنيّ بالحجاز ، وهو شابّ له عشرون سنة. وتبعه خلق من العرب ، فعاث في الحرمين ، وأفسد موسم الحجّ. وقتل من الحجيج أكثر من ألف رجل ، واستحلّ الحرمات بأفاعيله الخبيثة. وبقي يقطع الميرة عن الحرمين حتّى هلك أهل الحجاز ، وجاعوا. ونزل الوباء فهلك في الطاعون هو وعامّة أصحابه في السّنة الآتية (٢).
* * *
وفيها فتنة المستعين أحمد كما هو مذكور في ترجمته.
__________________
(١) هذا الخبر والّذي قبله ذكر هما «المسعودي» في حوادث سنة ٢٥٠ ه. وقال إن أحمد بن عيسى ظهر بالريّ وحارب محمد بن طاهر فانهزم عنه وسار إلى مدينة السلام ، فدخل العلويّ الريّ ، أما الحسن بن إسماعيل فظهر بقزوين ، فحاربه موسى بن بغا ، وصار الحسن إلى الديلم ، ثم وقع إلى الحسن بن زيد الحسيني فهلك قبله. (انظر : مروج الذهب ٤ / ١٥٤) وانظر : نهاية الأرب ٢٥ / ٨٤ (حوادث سنة ٢٥٠ ه).
وقد أشار «الطبري» عرضا إلى خروج أحمد بن عيسى في الريّ ، وذلك في حوادث سنة ٢٥١ ه. (انظر : تاريخ الرسل والملوك ٩ / ٣٠٨).
(٢) خبر إفساد موسم الحجّ ذكره «اليعقوبي» في تاريخه ٢ / ٤٩٨ ، و «الطبري» في تاريخه ٩ / ٣٤٦ ، ٣٤٧ ولكنه أسقط اسم «موسى» من نسب «إسماعيل بن يوسف» فقال : «إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ..» ، واتفق معه بهذه التسمية «ابن الأثير» في (الكامل ٧ / ١٦٥) وهو يذكر الخبر (٧ / ١٦٥ ، ١٦٦) ، أما «المسعودي» فيسمّيه :
«إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب» (مروج الذهب ٤ / ١٨٠) ، وتتّفق تسمية المؤلّف الذهبي رحمهالله ، المذكورة في المتن أعلاه ، مع التسمية المذكورة في (مقاتل الطالبيين ـ ص ٦٦٩) لأبي الفرج. وقد توفي «إسماعيل» سنة ٢٥٢ ه. (مقاتل الطالبيين ٨٤ ، ٨٥).
وانظر أيضا : جمهرة أنساب العرب ٤٦ ، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام لقاضي مكة (بتحقيقنا) ٢ / ٢٩٤ ، ٢٩٥ ، ونهاية الأرب للنويري ٢٥ / ٧٩ ، ٨٠ ، والبداية والنهاية ١١ / ٩ ، ١٠.