وسمع (...) (١).
قال : وأكثر عن أحمد الجويباريّ ، ومحمد بن تميم الفاريابيّ. ولو عرفهما لأمسك عن الرّواية عنهما.
ولمّا ورد نيسابور بعد المجاورة بمكّة خمس سنين وانصرف إلى سجستان ، وباع بها ما كان يملكه ، وجاء إلى نيسابور ، حبسه محمد بن عبد الله بن طاهر (٢) ، وطالت محنته ، فكان يغتسل كلّ يوم جمعة ، ويتأهّب للخروج إلى الجامع ، ثمّ يقول للسّجان : أتأذن لي في الخروج؟
فيقول : لا.
فيقول : اللهمّ إنّي بذلت مجهودي ، والمنع من غيري (٣).
قال : وبلغني أنّه كان معه جماعة من الفقراء ، وكان لباسه مسك (٤) ضأن مدبوغ غير مخيط ، وعلى رأسه قلنسوة بيضاء. وقد نصب له دكّان لبن. وكان يطرح له قطعة فرو فيجلس عليها ويعظ ويذكّر ويحدّث (٥).
قال : وقد أثنى عليه ، فيما بلغني ، ابن خزيمة ، واجتمع به غير مرّة.
وكذلك أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين الحاكم ، وهما إماما الفريقين (٦).
وحدّثني محمد بن حمدون المذكّر : ثنا أبو الفضل محمد بن الحسين الصّفّار : سمعت ابن كرّام الزّاهد يقول : خمسة أشياء من حياة القلب : الجوع ، وقراءة القرآن ، وقيام اللّيل ، والتّضرّع عند الصّبح ، ومجالسة الصّالحين.
وقال عبد الله بن محمد بن سلم المقدسيّ : سمعت محمد بن كرّام يقول : قدر فرعون أن يؤمن ولكن لم يؤمن.
قلت : هذا كلام يقوله المعتزليّ والسّنّيّ ، وكلّ واحد منهما يقصد به شيئا.
__________________
(١) في الأصل بياض ، ولا يمكن التكهّن بأسماء الذين سمعهم ، فهم كثر في المصادر.
(٢) الموجود في «الأنساب» ١٠ / ٢٧٦ : «فحبسه طاهر بن عبد الله». والموجود في كتاب «الفرق بين الفرق» ٢١٦ أنه ورد نيسابور في زمان ولاية محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر.
(٣) الأنساب ١٠ / ٢٧٦ ، لسان الميزان ٥ / ٣٥٥.
(٤) المسك : الجلد.
(٥) الوافي بالوفيات ٤ / ٣٧٥.
(٦) الوافي بالوفيات ٤ / ٣٧٥ ، والفريقان هما : الشافعية والحنفية.