توفّي سنة ثلاث وخمسين.
٥٩٧ ـ أبو عبيد البسريّ (١) ، بسر حوران.
الصّوفيّ الزّاهد.
واسمه : محمد بن حسّان الغسّانيّ.
حدّث عن : سعيد بن منصور ، وآدم بن أبي إياس ، وأبي الجماهر محمد بن عثمان ، وأحمد بن أبي الحواري ، وجماعة.
وعنه : ولداه نجيب وعبيد ، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان ، والقاسم بن عيسى القصّار ، وآخرون.
قال ابن الجلّاء : لقيت ستّمائة شيخ ما رأيت مثل أربعة : ذا النّون المصريّ ، وأبا تراب النّخشبيّ ، وأبا عبيد البسريّ ، ووالدي (٢).
وعن أبي عبيد قال : سألت الله تعالى ثلاث حوائج ، فقضى لي اثنتين.
ومنعني واحدة. سألته أن يذهب عنّي شهوة الطّعام ، فما أبالي أكلت أم لا ، وسألته أن يذهب عنّي شهوة النّوم ، فما أبالي نمت أم لا ، وسألته أن يذهب عنّي شهوة النّساء ، فما فعل (٣).
وقال السّلميّ : سمعت أبا بكر البجليّ : سمعت أبا عثمان الأدميّ يقول : كان أبو عبيد البسريّ إذا كان أوّل شهر رمضان يدخل البيت ويقول لامرأته : طيّني باب البيت ، وألق إليّ كلّ ليلة من الطّاقة رغيفا.
قال : فلمّا كان يوم العيد رفست الباب ، فوجدت ثلاثين رغيفا موضوعة في الزّاوية ، لا أكل ولا شرب ، ولا تهيّأ للصّلاة (٤) ، بقي على صوم واحد إلى آخر الشّهر.
__________________
(١) انظر عن (أبي عبيد البسري) في :
طبقات الصوفية للسلمي ١٤٧ ، ١٧٦ ، ١٩٢ ، ٢٢٨ ، والرسالة القشيرية ٢٨ ، والأنساب ٨١ ، ومعجم البلدان ١ / ٦٢١ ، واللباب ١ / ١٢٣ ، وطبقات الأولياء لابن الملقن ٣٦٢ ـ ٣٦٥ رقم ١٤ ، ونفحات الأنس ١١٢ ، ولواقح الأنوار للشعراني ١ / ٤١٥ ، ونتائج الأفكار القدسية ١ / ١٦١.
(٢) الرسالة القشيرية ٢٨.
(٣) طبقات الأولياء ٣٦٣ وفيه «فما قبل».
(٤) في طبقات الأولياء ٣٦٤ : ولا فاتته ركعة من الصلاة.