التي ترجح أحد المتماثلين على الآخر بلا مرجح.
فذهب الأشاعرة والفلاسفة الى نفي الغرض عن فعله تعالى وأمره ، وقالوا ان الفاعل لغرض مستكمل بذلك الغرض. وأما المعتزلة فمع اثباتهم الحكمة لله في خلقه وأمره لا يجعلونها صفة له قائمة ، بل يجعلونها مخلوقة منفصلة عنه.
وكان الجهم ـ قبحه الله وأخزاه ـ على رأس النفاة الذين لا يثبتون لله حكمة يحبها ويرضاها ويفعل لأجلها وتكون غاية للأمر واتقان الفعل ولا يثبتون إلا مشيئة مجردة يزعمون أنها كافية في ترجيح أحد المثلين على الآخر بلا مرجح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله في جواب أهل العلم :
«فإن هذه الأقاويل أصلها مأخوذة من الجهم بن صفوان امام غلاة المجبرة ، وكان ينكر رحمة الرب ويخرج إلى الجذامي فيقول «أرحم الراحمين يفعل مثل هذا» يريد بذلك أنه ما ثم إلا إرادة رجح بها أحد المتماثلين بلا مرجح لا لحكمة ولا لرحمة».
والجهم مع هذا لا يثبت المشيئة وصفا لله قائما به جريا على مذهبه في النفي والتعطيل ، بل يجعلها تارة نفس الذات وتارة يفسرها بما تعلقت هي به من المفعول المراد. كما جعل كلامه مغايرا له منفصلا عنه ، وقال انه مخلوق كسائر الأكوان المخلوقة.
* * *
قالوا واقرار العباد بأنه |
|
خلاقهم هو منتهى الإيمان |
والناس في الايمان شيء واحد |
|
كالمشط عند تماثل الأسنان |
فاسأل أبا جهل وشيعته ومن |
|
والاهم من عابدي الأوثان |
وسل اليهود وكل أقلف مشرك |
|
عبد المسيح مقبل الصلبان |
وأسأل ثمود وعاد بل سل قبلهم |
|
أعداء نوح أمة الطوفان |
وأسأل أبا الجن اللعين أتعرف ال |
|
خلاق أم أصبحت ذا نكران |