كي يحصل الاعلام بالمقصود من |
|
ايراده ويصير في الأذهان |
فيفك تركيب الكلام معاند |
|
حتى يقلقله من الأركان |
ويروم منه لفظة قد حملت |
|
معنى سواها في كلام ثان |
فيكون دبوس الشقاق وعدة |
|
للدفع فعل الجاهل الفتان |
فيقول هذا مجمل واللفظ |
|
محتمل وذا من أعظم البهتان |
الشرح : إذا عرفت أن اللفظ ينقسم إلى مفرد ومركب ، وأن اللفظ في التركيب غيره حال الإفراد سهل عليك ان تعرف سبب الضلال ومصدر ما يقع من خلط وتخبط عند الحجاج والمناظرة ، فقد يحتج باللفظ المركب فاهم لمضمونه وما يدل عليه سياق التركيب ، حيث أن اللفظ في هذه الحالة تحف به قرائن تعين المراد منه وتنفي عنه كل شائبة احتمال ، وتكون له جندا ينادي عليه بحقيقة مدلوله نداء واضحا قويا كندائنا بالإقامة والأذان للصلاة ، وبذلك يحصل العلم بالمقصود من ايراده ويثبت في الأذهان بلا مرية ولا نكران فيجيء خصمه المعاند للحق ويفك تركيب الكلام حتى يجعله انقاضا لا يرتبط منه لفظ بآخر ثم ينظر الى الألفاظ هكذا مجردة عن تركيبها فربما قصد إلى لفظة من المركب تحتمل معنى آخر سوى معناه الثابت لها في التركيب في كلام آخر فيكون هذا دبوس الشقاق فيجعل استعمال اللفظة في هذا المعنى الآخر في هذا الكلام الثاني عدة له في الدفع والمعارضة وإسقاط الاستدلال بالمركب على ما فهم منه وما يقتضيه سياقه. وهذا فعل جاهل يبتغي الفتنة والمماراة بالباطل ، ويدعي حينئذ أن اللفظ مجمل وأنه محتمل لغير هذا المعنى ، واللفظ متى تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال ، وهذا منه كذب وافتراء ، فإن اللفظ إذا كان يحتمل غير معناه حال التجرد والإفراد فإنه في التركيب كما قلنا نص في معناه لما يحف به من قرائن تبين المراد منه وتنادي عليه والله أعلم.
وقوله محفوف : أي محيط خبرا للفظ ، وجند فاعل محفوف ، وجملة ينادي صفة لجند.
* * *