الله في كتابه أو ما قاله رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الصحيح عنه ، فإنه الصادق في كل ما يخبر به عن ربه المصدوق الذي صدقه ربه في كل ما أوحى به إليه ، أو ما قاله أصحابه رضي الله عنهم من بعده ، فهم نجوم الهدى لهذه الأمة وأكملها إيمانا وعلما فإذا سميتم إثباتنا لهذه الصفات الثابتة بالكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة تجسيما أو تشبيها فلن يحملنا هذيانكم هذا على جحد شيء منها أو إنكاره ، بل نحن باقون على الإثبات أبدا ما شاء الله ، وبيننا وبينكم في ذلك فرق واضح لكل ذي بصر ، وأن بدا للبعض دقيقا لطيفا. هو أن هذه النصوص عندنا مستعملة في معانيها الحقيقية التي تفهم من اللفظ عند إطلاقه ولا يجوز حمل شيء منها على المجاز حيث لا قرينة تدل عليه. ولم ترد هذه النصوص للألغاز والتعمية ، وإنما جاءت للبيان والإيضاح ، فلو حمل شيء منها على غير معناه بلا داع ولا قرينة لا ننفي عنها وصف البيان ، ولكن الحقيقة عندكم غير مرادة ، لأنها في نظركم باطلة ، فكيف تراد من النص؟ وكلامه سبحانه عندكم لا حقيقة له عند العقل ، لأن العقل عندكم يحيل كل ما أثبتته الآيات من الصفات الخبرية ، كالعلو ونحوه ، مع أنها هي لب القرآن وجوهره ، ومعظم المقصود من إنزاله. بل قول الله نفسه ليس له حقيقة عندكم لأنكم تنفون عنه الحرف والصوت ، والقول لا يكون إلا حروفا وأصواتا ، فقول الله كصفاته ، لا حقيقة لشيء من ذلك عندكم ، يا من تدعون المعرفة زورا وبهتانا.
* * *
وإذا جعلتم ذا مجازا صح أن |
|
ينفي على الاطلاق والإمكان |
وحقائق الألفاظ بالعقل انتفت |
|
فيما زعمتم فاستوى النفيان |
نفي الحقيقة وانتفاء اللفظ ان |
|
دلت عليه فحظكم نفيان |
ونصيبنا إثبات ذاك جميعه |
|
لفظا ومعنى ذاك إثباتان |
فمن المعطل في الحقيقة غيركم |
|
لقب بلا كذب ولا عدوان |
وإذا سببتم بالمحال فسبنا |
|
بأدلة وحجاج ذي برهان |
تبدي فضائحكم وتهتك ستركم |
|
وتبين جهلكم مع العدوان |