لعدم إفادة ذلك اللفظ للعلم برضاها ، ولو استشهد على ذلك شهود لم يمكنهم الجزم بأنها رضيت ما دام اللفظ محتملا لمعان كثيرة. وبالجملة فإن هذه القاعدة التي سيبوء بإثمها من قعدها وقصد من ورائها صرف الناس عن أخذ دينهم من الكتاب والسنة بحجة أن دلالتهما لفظية يترتب عليها من فساد العقول والأديان ما لا يدخل تحت عد ولا حسبان ، بل هي هذيان لا يليق بكرامة الإنسان.
* * *
هذا ومن بهتانهم أن اللغا |
|
ت أتت بنقل الفرد والوحدان |
فانظر إلى الألفاظ في جريانها |
|
في هذه الأخبار والقرآن |
أتظنها تحتاج نقلا مسندا |
|
متواترا أو نقل ذي وحدان |
أم قد جرت مجرى الضروريات لا |
|
تحتاج نقلا وهي ذات بيان |
إلا الأقل فإنه يحتاج |
|
للنقل الصحيح وذاك ذو تبيان |
ومن المصائب قول قائلهم ب |
|
أن الله أظهر لفظة بلسان |
وخلافهم فيه كثير ظاهر |
|
عربي وضع ذاك أم سرياني |
وكذا اختلافهم أمشتقا يرى |
|
أم جامدا قولان مشهوران |
والأصل ما ذا فيه خلف ثابت |
|
عند النحاة وذاك ذو ألوان |
هذا ولفظ الله أظهر لفظة |
|
نطق اللسان بها مدى الأزمان |
فانظر بحق الله ما ذا في الذي |
|
قالوه من لبس ومن بهتان |
هل خالف العقلاء أن الله |
|
رب العالمين مدبر الأكوان |
ما فيه إجمال ولا هو موهم |
|
نقل المجاز ولا له وضعان |
الشرح : ومن جملة افتراء هؤلاء ادعاؤهم أن اللغات في دلالتها على معانيها إنما نقلت بأخبار آحاد ، وخبر الواحد إنما يفيد الظن. وهذا كذب فإننا نجد الألفاظ المتداولة في الكتاب والسنة لا تحتاج في العلم بوضعها لمعانيها إلى رواية أحد من الناس لا تواترا ولا آحادا ، بل إن ذلك يجري مجرى الضروريات التي لا تحتاج إلى نقل ، اللهم إلا قليلا من الألفاظ الشاذة الغريبة ، فقد يحتاج في العلم