بوضعها الى نقل صحيح ، وهذه قد بينها علماء اللغة ونقلوا الشواهد الدالة على معانيها.
وأدهى من ذلك وأمر قول بعضهم مستشهدا على قصور اللغات وعدم إفادتها العلم بالمعاني أن الاسم الكريم (الله) مع كونه أظهر لفظة نطق بها لسان قد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا ، فاختلفوا أولا هل هو عربي أم سرياني ، ثم اختلفوا ثانيا هل هو مشتق أم جامد؟ والذين قالوا بأنه مشتق اختلفوا في أصل اشتقاقه ، هل هو من إله يأله آلهة ، بمعنى عبد ، أو من إله يأله إلها إذا تحير ، أو من وله يوله إذا أصابه الوله ، وهو شدة الحب الخ.
قالوا فإذا كانت أظهر لفظة نطق بها لسان ، هذا حظها من الخلاف والشقاق فكيف يمكن الثقة بمعنى أي لفظ مما هو دونها في الظهور والبيان. وهذا منهم تلبيس مكشوف وبهتان مفضوح فإن أحدا من العقلاء لم يختلف في مدلول هذه اللفظة ، وأنها علم على رب العالمين مدبر الخلائق أجمعين ليس فيها إجمال يحتاج إلى تفصيل ولا هي موهمة معنى آخر بطريق النقل المجازي ولا لها وضعان ، بل لم توضع إلا لهذا المعنى وحده ، يعرف ذلك كله من له علم بالوضع اللغوي لها ، فأين إذا ما ادعوه من خلاف على معناه؟ اللهم أن القوم في ضلال مبين.
* * *
والخلف في أحوال ذاك اللفظ لا |
|
في وضعه لم يختلف رجلان |
وإذا هم اختلفوا بلفظة مكة |
|
فيه لهم قولان معروفان |
أفبينهم خلف بأن مرادهم |
|
حرم الإله وقبلة البلدان |
وإذا هم اختلفوا بلفظة أحمد |
|
فيه لهم قولان مذكوران |
أفبينهم خلف بأن مرادهم |
|
منه رسول الله ذو البرهان |
ونظير هذا ليس يحصر كثرة |
|
يا قوم فاستحيوا من الرحمن |
أبمثل ذا الهذيان قد عزلت نصو |
|
ص الوحي عن علم وعن إيقان |
فالحمد لله المعافي عبده |
|
مما بلاكم يا ذوي العرفان |