الطبيعيين القدماء ومنها تتركب سائر الموجودات ، والأمر قسمة بينه وبين هذه العوالم التي هي مجال له يظهر فيها فكما أنها فقيرة ومحتاجة إليه لأنه هو جوهرها ووجودها الأصيل فكذلك هو مفتقر إليها من أجل تعينه وظهوره فيها كما تفتقر الروح في ظهور آثارها للأبدان.
* * *
وتظل تلبسه وتخلعه وذا ال |
|
ايجاد والاعدام كل أوان |
ويظل يلبسها ويخلعها وذا |
|
حكم المظاهر كي يرى بعيان |
وتكثر الموجود كالأعضاء في ال |
|
محسوس من بشر ومن حيوان |
أو كالقوى في النفس ذلك واحد |
|
متكثر قامت به الامران |
فيكون كلا هذه أجزاؤه |
|
هذه مقالة مدعي العرفان |
الشرح : يعني أن تلك المظاهر والتعينات باعتبار أن ذلك الوجود المطلق هو قوامها الحامل لها ، فهي لا تزال تتوارد عليه في عملية إيجاد واعدام مستمر كلما فنت صورة وخلعت ذلك الوجود ولبست أخرى ، وكذلك هو يظل يلبسها ويخلعها بلا انقطاع ، وهذا حكم اقتضاه ظهور هذا الوجود فإنه لو دام على اطلاقه لما أمكن رؤيته وظهوره للعيان. ونسبة تلك الموجودات المتكثرة إلى ذلك الوجود المطلق كنسبة الأعضاء المختلفة لجسم الانسان أو الحيوان إليه ، أو كنسبة قوى النفس المختلفة إليها ، أي أنها كنسبة الجزء إلى كله ، وكما أن كلا من الجسم ذي الاعضاء والنفس ذات القوى له اعتباران ، اعتبار أنه وحدة قائمة بذاتها وهو بهذا يصح أن يقال أنه شيء واحد ، واعتبار أنه مركب من أعضاء وقوى وهي من هذه الجهة تسمى كثيرا ، فكذلك هذا الوجود له اعتباران ، اعتبار الاطلاق وعدم التقييد وهو من هذه الجهة واحد لا حدود فيه ولا قيود ، واعتبار ظهوره في عالم الامكان والتقييد ، وهو من هذه الجهة كثير كثرة لا حد لها. يقول ابن عربي الزنديق في كتابه المسمى فصوص الحكم.
«فالعالم يعلم من عبد وفي أي صورة ظهر حتى عبد ، وأن التفريق والكثرة