وذلك الغلط في الحس والوهم من طبيعة الإنسان؟
* * *
فالضيف والمأكول شيء واحد |
|
والوهم يحسب هاهنا شيئان |
وكذلك الموطوء عين الوطء وال |
|
وهم البعيد يقول ذا اثنان |
ولربما قالا مقالته كما |
|
قد قال قولهما بلا فرقان |
وأبى سواهم ذا وقال مظاهر |
|
تجلوه ذات توحد ومثان |
فالظاهر المجلو شيء واحد |
|
لكن مظاهره بلا حسبان |
هذي عبارات لهم مضمونها |
|
ما ثم غير قط في الأعيان |
الشرح : هذا تفريع على مذهب التلمساني القائل بأن الكثرة وهم وما ثم إلا شيء واحد فيكون الضيف وما قدم له من القرى شيئا واحدا. وان حسب الوهم أن هاهنا شيئين آكلا ومأكولا ويكون كذلك الموطوء عين الواطئ وان تخيلهما الوهم اثنين ومهما يكن من فرق بين هذه الأقوال الثلاثة فهي جد متقاربة لأن جوهرها واحد ، ولهذا قال الشيخ رحمهالله ولربما قالا أي ابن عربي وابن سبعين مقالة هذا التلمساني في ابطال الكثرة كما قد قال هو قولهما بلا فارق أصلا.
ثم ذكر الشيخ مذهبا رابعا أشار إليه بقوله وأبى سواهم ذا : أي سوى هؤلاء الثلاثة ، هذا الذي قالوه ، وذهب إلى أن هذه الموجودات انما هي مظاهر وتجليات لشيء واحد وهذه المظاهر ذات توحد : أي انفراد ومثان : أي تعدد ، وهذه العبارات التي نطق بها أصحاب وحدة الوجود مهما اختلفت وتنوعت فإن مضمونها شيء واحد وهو أنه ما ثم غير الله في هذا الوجود ، فسواء جعلت الكثرة أجزاء له أو أنواعا أو قلت أنها وهم ، أو جعلتها مظاهر وتجليات فالمآل واحد وهو أنه ما ثم إلا وجود واحد.
* * *
فالقوم ما صانوه عن انس ولا |
|
جن ولا شجر ولا حيوان |