كلا ولا علو ولا سفل ولا |
|
واد ولا جبل ولا كثبان |
كلا ولا طعم ولا ريح ولا |
|
صوت ولا لون من الألوان |
لكنه المطعوم والملبوس وال |
|
مشموم والمسموع بالآذان |
وكذلك قالوا أنه المنكوح وال |
|
مذبوح بل عين الغوي الزاني |
الشرح : هذا بيان لما يترتب على تلك المقالة الفاسدة من أنواع الكفر والضلال التي لا تخفى على أحد. فإنه إذا لم يكن ثم إلا وجود واحد لبس هذه الصور والتعينات المختلفة التي لا بد له منها في بروزه وتجليه ولا بد لها منه لأنه عين حقيقتها لزم أن يكون الله تعالى وتقدس هو الأشياء جميعا بما فيها متقابلات ومتضادات ، فالقوم ما صانوا ربهم ولا نزهوه عن أن يكون هو الانس والجن والشجر والحيوان ، ولا أن يكون هو العلو والسفل والوديان والجبال والكثبان ولا أن يكون هو الطعوم والروائح والأصوات والألوان ، ولا أن يكون هو المطعوم والملبوس والمشموم والمسموع بالآذان ، بل قالوا أنه المنكوح والمذبوح بل عين الغوي الزاني.
* * *
والكفر عندهم هدى ولو أنه |
|
دين المجوس وعابدي الأوثان |
وقالوا ما عبدوا سواه وإنما |
|
ضلوا بما خصوا من الأعيان |
ولو انهم عموا وقالوا كلها |
|
معبودة ما كان من كفران |
فالكفر ستر حقيقة المعبود بال |
|
تخصيص عند محقق رباني |
قالوا ولم يك كافرا في قوله |
|
أنا ربكم فرعون ذو الطغيان |
بل كان حقا قوله اذ كان عي |
|
ن الحق مضطلعا بهذا الشأن |
ولذا غدا تطهيره في البحر تط |
|
هيرا من الأوهام والحسبان |
الشرح : يرى أصحاب وحدة الوجود أن الأديان كلها حق ، وأن المجوس عبدة النار والمشركين عابدي الأوثان وغيرهم ليسوا كفارا ولا ضلالا ، بل مذاهبهم هي عين الهدى والإيمان ، لأنهم حين عبدوا النار والحجارة والصلبان وأنواع الحيوان ما عبدوا إلا الله عزوجل.