يقوم مقام النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم ينفذ الأحكام ويحلّ الحلال ويحرم الحرام ويكفل الضعفاء والأيتام وينصف المظلوم من الظالم ويدعو إلى عزّ الإسلام وبناء المكارم ، ويدفع كل خائن وغاشم ، ويدعو إلى الجهاد في سبيل رب العالمين ويعزّ المؤمنين ويذلّ الفاسقين : حكم العقل بوجوب قيام إمام من المؤمنين لصلاح الإسلام والمسلمين.
وحكم العقل أنه إن لم يقم إمام أن الإسلام يضعف وأن الكفر يتقوّى وأنّ الفساد يلحق جميع الناس.
فوجب قيام الإمام بعد النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وكذلك القول إذا مات الإمام أو قتل أنه يجب قيام إمام بعده إلى آخر الدهر.
وحكم العقل أيضا بأن الإمام بعد النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم يكون مختارا ولا يكون في الأمّة من يكون أجمع منه للمحامد انتهى.
وقال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليهالسلام في جواب من سأله : وأما كون أكثر الشريعة مرويّا من طريق الآحاد نقول لا شك فيه ولا مرية ، لكن نائم أنت أم يقظان إنّما أنت في الإمامة وهي من مهمّات أصول الدين فلا يقبل فيها إلّا الأخبار المتواترة المعلومة كما روينا في خبر الغدير والمنزلة فإنهما من الأخبار المعلومة بالضرورة كحج النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم واعتماره وأمره بالخمس الصلوات ومقادير أصول الزكاة.
فلو شغب في ذلك شاغب لعدّ مجنونا إلّا أن يعلم عقله كان مرتدا كافرا لإنكاره ما علم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرورة. انتهى.
وقد بسطنا القول في هذه المسألة في الشرح لأنها من مهمات أصول الدين.
قال عليهالسلام : «وهي» أي الإمامة «لغة التّقدم».
يقال : أمّ القوم فلان أي تقدمهم على وجه يقتدون به.