دولة بني العباس.
ثم إلى زمن ملك صاحب الروم لجهات مصر وما إليها وهو في المائة التاسعة وهو أنهم يأخذون الولاية من العباسي طوعا أو كرها ويجلسونه في مجلس مخصوص ولباس مخصوص وعمامة مدورة مخصوصة ويذكرونه في الخطبة مع السلطان ويجرون له نفقته على ما يريدون.
ثم يتصرفون في البلاد والعباد بما شاءوا رضي أم كره.
ومتى أحبوا عزلوه أو قتلوه أو سملوه أو حبسوه كما ذلك كله مذكور في كتب التواريخ.
«قلنا» ردّا على الراوندي ومن تبعه : «لا دليل» على ما ابتدعت وافتريت «كما ذكرنا» أوّلا.
وأيضا فإنّ الذي يستحقّ بالميراث هو الأموال وأمّا الإمامة فليست بمال يقسم.
«وأيضا : لم يدّعها العباس» بعد موت النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم «ولا ولده عبد الله بن العباس» بعد موت أبيه «بل قال العباس للوصي عليهالسلام امدد يدك أبايعك» حتّى يقال عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بايع ابن أخيه فلا يختلف عليك اثنان.
«ومتابعة عبد الله بن العباس للوصي عليهالسلام لا تنكر» بل هي معلومة لجميع الناس فإنه كان من ولاته وأخصّ أصحابه وكان يقاتل بين يديه.
وقال «جمهور المعتزلة وغيرهم» كالأشعرية : «بل» منصبها كل «قريش لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «الأئمة من قريش».
وما روي من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «قدّموا قريشا ولا تقدموهم».
قال عليهالسلام : «قلنا : هذا الحديث غير صحيح لقول عمر بن الخطاب : لو كان سالما مولى أبي حذيفة حيّا ما شككت فيه».