أي ما شككت في أنه يصلح للخلافة بعدي.
لأن عمر قال ذلك حين قيل له بعد ما طعن : ألا تستخلف.
وروي أنه قال : لو كان أبو عبيدة حيّا لاستخلفته ، ولو كان معاذ حيّا لاستخلفته ، ولو كان سالم حيّا لاستخلفته.
فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «أبو عبيدة أمين هذه الأمّة ، ومعاذ أمّة لله قانت (١) ليس بينه وبين الله يوم القيامة إلّا المرسلون ، وسالم شديد الحب لله لو كان لا يخاف الله لم يعصه».
«وسالم المذكور ليس من قريش ولم ينكر من حضر من الصحابة على عمر» في قوله هذا.
«فلو كان الحديث صحيحا لأنكروا عليه» ولما تكلم بذلك عمر في حضرة الصحابة.
قال في المحيط : ذكر أبو عثمان الجاحظ أن سالما كان عبدا لامرأة من الأنصار فعتق فأتى مكة فحالف أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة فصاهره فلما قتل يوم اليمامة مع خالد بن الوليد بعثوا بتركته إلى مولاته الأنصارية.
وإنّما يقال : مولى أبي حذيفة لأنه كان حليفه ، والحليف مولى في كلام العرب «مع أنه» أي هذا الحديث «آحادي لا يثبت الاحتجاج به في هذه المسألة لأنها من أصول الدين».
والخبر الآحادي لا يفيد اليقين وأصول الدين لا يؤخذ فيه إلّا باليقين.
قال صاحب المحيط أيضا بعد ذكره لهذا الحديث أعني : الأئمة من قريش ـ : فإن هذا خبر واحد لا يصحّ التعلّق به في الاعتقادات ، مع ما بلغنا من جماعة أئمة الحديث أنّ هذا الخبر موضوع.
وأما قول من قال : إنّ مسألة الإمامة ليست من مسائل أصول الدين : فهو باطل بما قدمناه من الأدلة.
«وإن سلّم» أن الخبر صحيح «فهو مجمل بيّنه خبر الوصي» أمير
__________________
(١) (ض) قانتا.