حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول : خرّجته بخمسة آلاف إسناد. «وبيان الاستدلال به : أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أثبت له» أي لعليّ عليهالسلام «جميع ما لهارون» من المنازل الشريفة التي رتّبت (١) له «من موسى» أي بالإضافة إلى منازل موسى الشريفة ولفظ (من) هنا لابتداء الغاية (إلّا النبوّة» فإنه استثناها بقوله «إلّا أنه لا نبيء بعدي».
وفي بعض روايات هذا الخبر «ولو كان لكنته».
ولفظ (منزلة) هنا يقتضي الاستغراق بدليل الاستثناء.
قال السيد أبو طالب عليهالسلام : والعادة جارية باستعمال مثل هذا الخطاب وإن كان المراد المنازل الكثيرة ، ألا ترى أنهم يقولون : منزلة فلان من الأمير كمنزلة فلان ، وإن أشاروا إلى أحوال مختلفة ومنازل كثيرة ولا يكادون يقولون : منازل فلان من الأمير كمنازل فلان.
«فلو علم» النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم «شيئا» ممّا هو لهارون من المنازل «لم يكن له» أي لعلي سلام الله عليه «لأخرجه» كما أخرج النبوءة.
«و» المعلوم أن «من جملة ما لهارون من موسى الخلافة» أي خلافة هارون لموسى في غيبته في القيام بأمر أمّته «بدليل قوله تعالى» (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (٢) أي كن خليفتي فيهم ، ومن جملة ما لهارون من موسى : الأخوّة وقد ثبتت لعلي عليهالسلام بما علم من الأخبار في ذلك ، وكذلك الوزارة وشدّة الأزر وشدّة المحبة وغير ذلك.
«فإن قيل : لم يعش هارون بعد موسى» عليهماالسلام «فلم تثبت له الخلافة بعده» أي من بعد موسى عليهالسلام.
«والجواب والله الموفق : أنه لا خلاف» بين الأمّة «أنه لو عاش هارون عليهالسلام» بعد موسى عليهالسلام «لكانت الخلافة له» لما ذكرناه.
__________________
(١) (ب) ثبتت وبعض تثبت.
(٢) الأعراف (١٤٢).