لعلمهما أنه أولى منهما بالإمامة ، «وهذا المعنى لا يختلف عند أهل اللسان العربي» كما يقال : فلان كريم وفلان خير منه أي في الكرم ، وهذا الخبر مجمع على صحته لأنه متلقى بالقبول من الناس جميعا.
قالت «العترة» صلوات الله عليهم «والشيعة : ولا دليل على إمامة من ذكره المخالف» والإمامة كما سبق تقريره لا تثبت لأحد إلّا بدليل شرعي واختيار من الشارع.
وقالت «البكرية» وهم أصحاب بكر بن عبد الواحد من فرق المجبرة : «بل النص الجلي في أبي بكر» بن أبي قحافة.
«قلنا : لم يظهر هذا الدليل» الذي زعمتم.
«و» قد انعقد «الإجماع على وجوب ظهور ما تعمّ به البلوى علما وعملا» كما سبق تقريره في أول الكتاب ، والإمامة ممّا يعمّ وجوب العلم والعمل بها جميع المكلفين.
وقال «الحسن» بن أبي الحسن «البصري : بل النص الخفي المأخوذ من الإمامة الصغرى» دليل على إمامة أبي بكر ، يعني حين أراد أبو بكر أن يصلي بالناس في مرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وزعم أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمره بذلك.
«قلنا : هي» أي الإمامة الصغرى «بمعزل عن الإمامة الكبرى» أي في جانب بعيد عنها فلا يصحّ قياس إحداهما على الأخرى ، «بدليل أنها» أي الإمامة الصغرى «تصحّ من المماليك» ومن غير المجتهد ومن الأعمى ونحوه.
«وإن سلّم» أنه يصحّ قياس إحداهما على الأخرى على استحالته «ففي الرواية الصحيحة : أن النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يأمره بالصلاة» بالناس «وإنّما أمرته عائشة».
روى العنسي في المحجة البيضاء عن زيد بن علي عليهماالسلام أنه سئل عن صلاة أبي بكر بالناس في مرض النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم؟