بكر في فدك ، وأنها جاءت بعلي عليهالسلام وأم أيمن شاهدين وأنها رجعت بغير شيء ، وأنها دفنت ليلا ولم يحضرها أبو بكر ولا عمر ، فهذا ممّا لا يخالف فيه أحد وروى أهل البيت عليهمالسلام كافّة : أنها ماتت غضبانة على أبي بكر وعمر ، وأنها أوصت أن لا يحضرا جنازتها.
وقال في محاسن الأزهار للفقيه حميد رحمهالله : روى البخاري بسنده عن عائشة : أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّا أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منه شيئا ، فوجدت فاطمة على أبي بكر وهجرته ولم تكلمه حتى توفيت ، وقد عاشت بعد النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم ستة أشهر فلما ماتت دفنها الإمام علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر.
وقال ابن أبي الحديد : نازعت فاطمة أبا بكر في ثلاثة أشياء :
الأول : الإرث ، الثاني : النحلة في فدك ، الثالث : في سهم ذوي القربى ومنعها أبو بكر ذلك جميعا وهي على هذا الترتيب.
وفدك قال الإمام يحيى : قريّات أفاءها الله على رسوله من غير إيجاف.
وقال الجوهري : فدك قرية بخيبر.
وقيل : إنّ عدد القرى سبع وكان النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم أنحلها فاطمة عليهاالسلام وكانت غلتها في كل سنة (ثلاث مائة ألف دينار) وقيل : أكثر من ذلك.
وروي : أنه كان فيها ممّا غرسه النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم بيده الطاهرة إحدى عشرة نخلة (١١ نخلة) وكان ثمر هذه النخلات يستشفى به من الآلام.
وروى أبو العباس الحسني بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال : لما نزل قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) (١) : دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة وأعطاها فدكا.
__________________
(١) الإسراء (٢٦).