وروى أيضا بإسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيه : أن فدكا سبع قريّات متّصلات حدّ منها ممّا يلي وادي القرى غلتها في كل سنة (ثلاث مائة ألف دينار) أعطاها النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة عليهاالسلام قبل أن يقبض بأربع سنين ، وكانت في يدها تحتمل غلتها وعبد يسمّى جبيرا وكيلها ، فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنفذ أبو بكر رجلا من قريش بعد خمسة عشر يوما فأخرج وكيل فاطمة [من فدك].
قال أبو العباس : وأخبرنا علي بن الحسين بإسناده عن عبد الله بن الحسن عليهمالسلام أنه أخرج وكيل فاطمة عليهاالسلام من فدك وطلبها بالبينة بعد شهر من موت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ... إلى قوله : فكتب لها صحيفة وختمها فأخذتها فاطمة فاستقبلها عمر فقال : يا بنت محمد : هلمّي الصحيفة ، فنظر فيها وتفل فيها ومزقها.
[ومثل هذه الرواية : ذكر الأمير الحسين في الشفاء (يعني تمزيقها)].
وروى صاحب كتاب المحيط بالإمامة بإسناده إلى عبد الله بن الحسن : أن أبا بكر أخرج وكيل فاطمة من فدك وطلبها بالبيّنة بعد شهر من موت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فجاءها وكيلها فقال : أخرجني أبو بكر ، فسارت فاطمة إلى أبي بكر ومعها أم أيمن ونسوة من قومها فقالت : فدك بيدي أعطانيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا بنت محمد : أنت عندنا مصدّقة إلّا أن عليك البينة ، فقالت : يشهد لي علي بن أبي طالب وأم أيمن ، فقال : هاتي فشهدا وكتب لها صحيفة وختمها فأخذتها فاطمة فاستقبلها عمر فقال : يا بنت محمد هات الصحيفة فأخذها ونظر فيها فتفل فيها وخزّقها ، واستقبلها عليّ عليهالسلام فقال : (يا بنت محمد ما لك غضبانة؟ فذكرت له ما صنع عمر فقال : ما ركبوا من أبيك ومنّي أكبر من هذا).
قال : فمرضت فجاءا يعودانها فلم تأذن لهما ، فجاء أمير المؤمنين إليها من الغد وبلغهما أنّ عليّا عليهالسلام عندها فتشفّعا به إليها فأذنت لهما فدخلا فسلّما فردّت عليهما سلاما ضعيفا ثم قالت : سألتكما بالله الّذي لا إله إلّا هو هل سمعتما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم