وأولاد الحسنين عليهمالسلام هم عترته كما مرّ تحقيقه ، والخبر مفيد للإمامة لأنّ المعنى أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : ترك في أمّته من يقوم مقامه فيما تحتاج إليه الأمّة ، وأن الله سبحانه قد أخبره أن العترة لا تفارق الكتاب إلى يوم القيامة ففيه دلالة على عصمة العترة عليهمالسلام وعلى إمامتهم لأنه لا معنى لتركهم في أمّته إلّا لكونهم قائمين مقامه في معنى الإمامة ، وكونهم شهداء على الناس وعلى أنه لا تخلو الأرض من مجتهد منهم صالح للإمامة لئلّا تبطل حجج الله سبحانه.
ولقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» «وهو» أي هذا الخبر «متواتر مجمع على صحته» عند المخالف والمؤالف.
ولو كانت الإمامة جائزة في غير العترة عليهمالسلام لبطل معنى هذا الخبر.
«وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم» : «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى ، ومن قاتلنا آخر الزمان فكأنّما قاتل مع الدجال».
«وهذا الخبر أيضا لا خلاف في صحته بين علماء آل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشيعتهم وأهل التحقيق من غيرهم».
«وبيان الاستدلال بهما : أنهما نصّ في وجوب تقديم العترة عليهم» «السلام» على جميع الناس «في جميع أمور الدين ومن جملتها الإمامة» بل هي معظم الدين وأكبره ، ولأنّ الإمام يهدي أمّته إلى الرشاد كالسفينة فهم الهادون والمتّبعون ولو كانت الإمامة في غيرهم لكانوا تابعين لذلك الغير منقادين له ولم يكونوا كسفينة نوح بل يكون ذلك الغير كسفينة نوح وبطل معنى الخبر.
«وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم» : «ومن قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال» «إشعار آخر بالإمامة» لأنّ المعنى : أن من نازع أهل البيت عليهمالسلام في الإمامة وبغى عليهم بالمقاتلة فكأنما قاتل مع الدجال.