وروى صاحب المحيط بإسناده إلى فضل بن الزبير قال : سمعت زيد بن علي عليهماالسلام يقول : (كل راية رفعت ليست لنا ولا تدعي إلينا فهي راية ضلالة).
وروى العنسي عن زيد بن علي عليهماالسلام أنه قال : (حق علينا أهل البيت إذا قام الرجل منّا فدعا إلى كتاب الله وسنّة رسول الله وجاهد على ذلك فاستشهد ومضى : أن يقوم آخر يتلوه يدعو إلى ما دعا إليه حجّة الله عزوجل على أهل كل زمان إلى أن تنقضي الدنيا).
وروى صاحب المحيط أيضا بإسناد رفعه إلى سفيان بن خالد الأعشى قال : دخل نفر من أهل الكوفة على زيد بن علي عليهماالسلام.
فقالوا : يا بن رسول الله : أنت المهدي بلغنا أنه يملؤها عدلا؟
قال : لا ، قالوا : فنخشى أن تكون علينا مفتاح بلاء.
قال : ويحكم وما مفتاح بلاء؟ قالوا : تهدم دورنا وتسبى ذرارينا ونقتل تحت كل حجر.
قال : ويحكم أما علمتم أنه ما من قرن ينشو إلّا بعث الله منّا رجلا أو خرج منّا رجلا حجة على ذلك القرن علمه من علم وجهله من جهل.
وغير ذلك من الأخبار المنبئة بالإمامة كثير تركناها اختصارا «و» أما حجة «الإجماع» فقد وقع «من طوائف الأمّة على صحتها» أي الإمامة «فيهم» أي في العترة عليهمالسلام وادّعى بعض : تشريك غيرهم وهو باطل بما مرّ من أنها لا تكون إلّا بدليل شرعي وإذن من الله سبحانه لمن يقوم بها ، ولم يأذن بها لغيرهم ، ولما تقدم ذكره من الأخبار المشيرة بالحصر ولإجماع العترة المعلوم على حصر الإمامة فيهم دون غيرهم من سائر الناس ، وإجماعهم حجة قطعية كما سبق تحقيقه.
وأمّا دعوى الإمامية باختصاصها لمعيّنين من أولاد الحسين عليهالسلام : فهي باطلة لا أصل لها كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
قال المنصور بالله في شرح الرسالة الناصحة : ولم نعلم بين العترة