«واجبة بعد الفتح» أي فتح مكة ووجوبها باق إلى انقطاع التكليف لوجود علة الوجوب وهي العصيان.
«وقيل» : قد نسخت بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا هجرة بعد الفتح».
وحكي في البحر هذا القول عن المؤيّد بالله عليهالسلام.
«قلنا المراد» لا هجرة بعد الفتح «من مكة شرفها الله تعالى» لأنه كان من أسلم من مكة قبل الفتح أمر بالهجرة إلى المدينة فأخبر صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن حكم مكة بعد الفتح كحكم المدينة «إذ [قد] صارت دار إسلام كالمدينة لا» أنّه أراد صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا هجرة بعد الفتح «من ديار الكفّار لما سيأتي» الآن «إن شاء الله تعالى».
والدليل على صحة تأويلنا : ما روي عن معاوية بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها». أخرجه أبو داود.
وروى الأسيوطي في الجامع الكبير : «لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفّار» قال أخرجه أحمد والطبراني وابن مندة والبيهقي عن عبد الله بن السعدي.
وروى أيضا : «لا تنقطع الهجرة ما دام العدوّ يقاتل» قال : أخرجه البغوي وابن عساكر عن ابن السعدي.
وروى أيضا : «لا تنقطع الهجرة ما تقبّلت التوبة ، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب ، فإذا طلعت الشمس من المغرب ختم الله على كل قلب [بما فيه] وكفي النّاس العمل» قال : أخرجه ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن عمرو.
وما روي عن عبد الله بن السعدي قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدوّ» أخرجه النسائي وصحّحه ابن حبان.