قال عليهالسلام حاكيا ومؤكدا لاحتجاجه : «قال المنصور بالله عليهالسلام في» كتابه المسمّى «المهذب في باب السيرة في أهل الفسق ما لفظه : ونحن لا نشك أن الضعفاء الذين لبّسوهم الحرير» أي هم الذين لبسوهم الحرير «وركبوهم الذكور وسقوهم الخمور فأي عون أعظم من هذا».
وهذا تصريح منه عليهالسلام بأن هذا الذي وصفه من فعلهم أعظم عونا لسلاطين الجور على العصيان ، وهم إنّما أعطوهم الدراهم والدنانير ونحوها.
«وقال عليهالسلام» أي المنصور بالله عليهالسلام «فيه في باب الهجرة ما لفظه : لأنّ أشد المظاهرة وأعظمها تقويتهم بالخراج» أي تقوية سلاطين الجور بتسليم الخراج «وكونهم» أي الرعية «مستضعفين فيما بينهم» أي فيما بين سلاطين الجور «لا يخرجهم عن حكمهم» أي لا يخرج الرعية عن حكم سلاطين الجور الذين أعانوهم بل حكمهم حكمهم في غضب الجبار واستحقاق النار لقوله تعالى : (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «المعين للظالمين كالمعين لفرعون على موسى صلّى الله عليه» رواه الهادي عليهالسلام في الأحكام.
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم «إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشباه الظلمة حتى من برى لهم قلما أو لاق لهم دواة ، فيجمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في جهنم» وغير ذلك كثير.
واعلم : أن أعظم الفتن في الدين وأكثر المفاسد وأشدّ الإعانة للظالمين : سكون علماء السّوء بين ظهرانيهم ومواصلتهم فإنه لو لا ذلك لما انتصب للظالمين راية ولا استقامت لهم شوكة لأنّ الأكثر من العوام إنّما يقتدي بعلماء السّوء في ذلك.
وقد روي في الخبر الطويل الذي أخرجه السيد : ظفر بن داعي بن مهدي العلوي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبيء صلّى الله عليه