نحو أن يرى غير الحيّ حيّا ونحو ذلك.
وقوله «ابتداء» ليدخل في حدّ المعجز ما لا يمكن التعلّم للإتيان بمثله إلّا اتّباعا لمبتدئه ومنشئه وهو القرآن فإنّا نقدر على الإتيان به اتّباعا لمنشئه وهو الله تعالى ، ولا نقدر على الإتيان بمثله ابتداء ولهذا قال عليهالسلام : «سواء دخل جنسه في مقدورنا كالكلام» فإن كلام الله تعالى الذي هو القرآن معجز وهو من جنس الكلام الذي يتكلم به الإنسان «أم لا» يدخل جنسه في مقدورنا «كحنين الجذع» إلى النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم ومجيء الشجرة وعودها وقلب العصا حيّة وغير ذلك.
والشعبذة هي الحيل التي تعسر معرفة كيفيتها إلّا باستنباط ونظر ومعرفة خواص أو بتعلم ممّن تقدم منه استنباط لذلك ونظر.
ولفظها اسم لتخييل (١) مخصوص وهو يمكن تعلمها بخلاف المعجز.
«ولا يصحّ» أن يكون «نبيء بلا معجز» لأنه لا يدل على صدقه إلّا المعجز «خلافا للحشوية» فإنهم جوّزوا أن يكون الشخص نبيئا من غير معجز ولا وحي أيضا ولا شريعة لا جديدة ولا إحياء مندرسة بل تكون له تنويرات وإلهام يفارق بها سائر البشر.
«قلنا : المعجز شاهد بصدقه وإذا عدم الشاهد لم يحصل التمييز بين» النبيء «الصادق الأمين ، وبين» المتنبّئ «نحو مسيلمة» الكاذب «اللعين».
وإذا كان كذلك كان تلبيسا للهدى بالباطل والهراء «والله عدل حكيم لا يلبس خطابه بالهراء» وهو الكلام الباطل «والافتراء» وهو تعمد الكذب والزور.
«بلى يجوز (٢) أن» يكون نبيء بلا معجز ولكن «يشهد بنبوّته نبيء قبله» فإنا لو فرضنا ذلك لجاز من جهة العقل «لحصول الشهادة» الصادقة «على صدقه» وهي شهادة ذلك النبيء.
__________________
(١) (ب) لتحييل بالحاء المهملة.
(٢) (ض) بل يجوز.