قلنا : فيلزم فيمن عرف بقلبه ولم يقرّ بلسانه أن يكون مؤمنا ولا قائل به.
السابع : قول «محمد بن شبيب» من مرجئة المعتزلة «بل» هو «الإقرار بالله تعالى ورسوله» صلىاللهعليهوآلهوسلم «والمعرفة بذلك» بالجنان «وما نصّ عليه» أي نصّ الله ورسوله عليه «أو أجمع عليه» أي أجمعت الأمّة عليه من الأحكام الشرعية «لا ما استخرج» بالنظر واستنبط بالاجتهاد.
فالأعمال على هذا خارجة عن الإيمان وكذلك بعض المعارف فيلزمهم أنّ من عرف بقلبه وأقرّ بلسانه واستخفّ بالأنبياء وكتب الله وملائكته وهدم المساجد أن يكون مؤمنا ولا قائل به.
الثامن : قول «الحنفية : بل» هو «الإقرار بالله ورسوله» وجميع الشرائع باللسان «والمعرفة بذلك» بالجنان «مطلقا» أي سواء كان ممّا نصّ عليه أو أجمع عليه أو لا ، والأعمال كلها خارجة عن الإيمان.
التاسع : قول «الغيلانية» من مرجئة المعتزلة : «بل» هو «الإقرار» باللسان «والمعرفة بالله» بالجنان «وبما جاء عن الله تعالى» من الشرائع إذا كان ذلك «مجمعا عليه».
وأمّا ما اختلف فيه فليس من الإيمان ، وهذا القول قريب من قول محمد بن شبيب إلّا أنه زاد معرفة ما نصّ عليه ، والفرق بين قول الحنفية وقول بن شبيب : أن الحنفية يعمّمون المعرفة بجميع الشرائع سواء كان مستنبطا أو منصوصا ، والأعمال كلها على هذه الأقوال خارجة عن الإيمان فيلزمهم أن يكون من أقرّ بلسانه وعرف بقلبه وعاند بالتكبّر والحسد وقتل(١) الأنبياء مؤمنا.
العاشر : قول «النجدات» من الخوارج : «بل» هو «الإقرار بالله تعالى [وملائكته] وكتبه ورسله وترك الفعل المحرم عقلا» ومن أخلّ بشيء من
__________________
(١) (أ) فقتل وفي (ش ، ب) بالواو.