شيء ممّا علم ضرورة أنه جاء به بقول أو فعل أو تعظيم غير الله كتعظيمه أو الدخول في الشعار المختص بمن هو كذلك جرأة وتمرّدا ثم فسّر عليهالسلام هذه الألفاظ ، ثم قال : ويلحق بهذه الجملة الموالاة لمن هذه صفته فإنه في حكم من التزم بشعاره بدليل قوله تعالى : (فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).
قال : هذا حدّ الكفر الجامع لأنواعه على سبيل التفصيل. انتهى.
وقال الشيخ أبو القاسم البستي : اعلم : أن جميع الكفر لا يخرج عن الجهل بالله تعالى أو التشبيه أو الخروج من التوحيد أو التجوير أو التظليم أو التكذيب فمن اعتقد قدم العالم ونفي الصانع وأضاف الصّنع إلى نجم أو طبع أو نحو ذلك إنّما يكفر بالجهل بالله تعالى.
قال : ومن قال بالتشبيه والتثليث كالثنوية والنصارى وعبدة الأوثان فكفرهم لخروجهم من التوحيد ، ومن وصف الله بالظلم والجور فكفره لكونه مظلّما لله تعالى ، ومن كذب بالرسل فإنه كفر لتكذيبه.
قال : فكل كفر من طريق القول والاعتقاد لا يخرج عن هذه الوجوه الخمسة فالكفر في الملل والأديان والمذاهب لا يقع إلّا في هذه الخصال.
قال : فأمّا ما يقع لا من طريق التديّن كالسجود للغير أو شدّ الزنار أو لبس الغيار أو الاستخفاف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهو خارج عمّا نحن بصدده لأن غرضنا بيان ما هو كفر من المذاهب والملل. انتهى.
«والنفاق لغة : الرياء» والرياء ممدود مصدر (راء رياء ومرآة) مثل قاتل قتالا ومقاتلة أي فعل فعلا لأجل يراه غيره طلبا للثناء أو نحوه.
وحاصله : إظهار الخير وإبطان الشّر ، «و» حقيقة النفاق «دينا» أي في الدين بنقل الشرع له : «إظهار الإسلام وإبطان الكفر».
قال في الصحاح : النفاق : مأخوذ من النافقاء وهو إحدى جحرة اليربوع يكتمها ويظهر غيرها ، وهو موضع يرقّقه فإذا أتي من جهة القاصعاء ضرب النّافقاء برأسه فانتفق أي خرج :
وروي عن «القاسم» بن إبراهيم «عليهالسلام» أنه قال : «بل» النفاق