هو «الرّياء فقط» وهو إظهار الخير وإبطان الشر فهو باق على معناه اللغوي لم ينقله الشرع إلى إظهار خير مخصوص وهو الإسلام وإبطان شرّ مخصوص وهو الكفر ومثله ذكر زيد بن علي والناصر للحق عليهماالسلام وغيرهما وهو الحق إذ لا دليل على النقل و «لقوله تعالى» في وصف المنافقين (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لَاتَّبَعْناكُمْ) (١).
«هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان» «ف لو كانوا كفّارا ما قال تعالى» «هم أقرب» إليه وهم حينئذ فيه فقد استعمله هنا فيمن أظهر خيرا وهو الإيمان والامتثال لأمر الملك الدّيّان ، وأبطن شرّا وهو العصيان من غير أن يكون ذلك العصيان كفرا لأنه لو كان كفرا ما قال تعالى : «هم أقرب إليه» وهم فيه لأنه لا يقال هذا أقرب إلى هذا إلّا وهو غير حاصل فيه.
فلما قال تعالى : (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ) : علم أنهم غير داخلين في الكفر.
قال عليهالسلام : «قلنا» في الجواب على القاسم بن إبراهيم عليهالسلام : «المراد أنهم مائلون إليه» أي إلى الكفر أي هم أكثر ميلا إلى الكفر ، وهذا القول يصلح أن يوجه إلى من هو كافر أي هو محب للكفر ومائل إليه أكثر من محبة الإسلام والميل إليه «لقوله تعالى» : (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ) (٢).
وهذا تصريح بكفرهم.
«ولتصريحهم بتكذيب الله تعالى فيما حكى عنهم في قوله تعالى» (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) (٣).
__________________
(١) آل عمران (١٦٧).
(٢) التوبة (٥٤).
(٣) الأحزاب (١٢).