وقال «بعض الخوارج : بل» يصير المكلف كافرا «بفعل أي كبيرة» أي أيّ (١) كبيرة يحكم العقل بقبحها إذا فعلها عمدا ولا صغيرة عندهم «لا بترك» الواجبات الشرعية «نحو الصلاة» والزكاة وغيرهما من الواجبات الشرعية فلا يصير بتركها كافرا ، وهذا قول النجدات منهم. وقال «بعض الخوارج : بل» يصير المكلف كافرا «بارتكاب أيّ كبيرة» أي بفعل أي معصية متعمدا لأنه لا صغيرة عندهم ، وهذا قول الفضليّة والبكرية من الخوارج.
وقالت الأزارقة والصفرية من الخوارج : بل ما ورد فيه وعيد فكفر وهو (٢) بناء على أن من المعاصي ما لا وعيد فيه. هكذا ذكره الإمام المهدي عليهالسلام عنهم.
وقال الحسن «البصري : يصير» المكلف «بارتكاب أي كبيرة» من المعاصي «منافقا» وإيمانه غير خالص ، واحتجّ بوجهين :
أحدهما : أن الفاسق لو كان يقطع بصدق الوعد والوعيد والجنة والنار لما ارتكب الكبيرة الموجبة للهلاك ، وهذا مثل قول زيد بن علي والقاسم والناصر عليهمالسلام ، وإن اختلف التعليل.
وثانيهما : قوله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) في سورة براءة (٣).
قال في الغايات : وكان عمرو بن عبيد يذهب إلى مثل مقالة الحسن في الفاسق حتى راجع واصل فرجع إلى مذهب واصل ، والقصة مشهورة. «لنا» حجة على أن مرتكب الكبيرة يسمّى فاسقا ولا يسمّى كافرا ولا منافقا : «فعل النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم و» كذلك «الإجماع من الأمّة على إقامة الحدود على نحو السارق» والزاني «مع عدم معاملتهم معاملة الكفار» من القتل والسّبي وانفساخ النكاح وانقطاع التوارث.
__________________
(١) (ب) أي بأيّ كبيرة.
(٢) (ض) وهذا بناء.
(٣) التوبة (٦٧).