عذابا كآل فرعون ، وأيضا : فإنه لا يعرف كون المكلف يستحق أعظم أنواع العقاب إلّا بعد المعرفة بأنه كافر ، فتعريف الكافر باستحقاق أعظم أنواع العقاب دور.
قال الإمام المهدي عليهالسلام : والفاسق دونه أي دون الكافر في العقاب.
قال النجري : المشهور من كلام أصحابنا وأكثر المعتزلة : أن عقاب أدنى كفر أكثر من عقاب أعظم فسق ، فعقاب من استحلّ كبيرة ولم يفعلها قط أعظم من عقاب من استمرّ على ارتكابها طول عمره ولم يستحلّها قط ، واستدلّوا على ذلك : بأنه قد ثبت أن للكافر أحكاما غليظة إذ تستباح بسببه الأرواح والأموال وينفسخ به النكاح ونحو ذلك.
ولم يثبت للفسق (١) هذه الأحكام ، وهو دليل على أن عقابه دون عقاب الكفر قال واعترض هذا بعض المتأخرين بأن هذه الأحكام إنما شرعت كونها مصالح ولا تدل على كثرة عقاب ولا قلته يوضحه أنا نقطع باستحقاق الفاسق ما هو أعظم من أخذ الروح والمال وجميع تلك الأحكام وهو نار جهنم وحينئذ فيجوز فيمن قتل النفوس وقطع السبيل وظلم الأيتام وبالغ في ارتكاب الفواحش وإن لم يأت بخصلة كفرية أن يكون عقابه كعقاب من تكلم بكلمة الكفر أو سجد لغير الله مع علمه بأنه لا يستحق السجود إلّا الله تعالى. انتهى.
ومثله ذكر الإمام يحيى عليهالسلام في الشامل.
قلت : قوله تعالى : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ) (٢).
وقوله تعالى في نبيئنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) (٣) كما مرّ يدل على أن عذاب المتلبس
__________________
(١) (ض) الفاسق تمت.
(٢) الأحزاب (٣٠).
(٣) الإسراء (٧٥).