«و» حقيقة التوبة «هي الندم» على ما أتى به من القبيح لقبحه وأخلّ به من الواجب لوجوبه.
«والعزم على ترك العود على المعاصي» مدة العمر فالندم والعزم ركنان لها وهي مقبولة من كل ذنب.
وخالف بعضهم في قتل المؤمن وهو باطل وهي تقبل.
ولو علم الله أن التائب يعود إلى ما تاب عنه خلاف بعض البغداديين واتفق أبو علي وأبو هاشم : أنها تسقط العقاب بنفسها لا بالموازنة بين ثوابها وعقاب العصيان.
قالوا : إذ هي بذل الجهد في التلافي لما وقع من العصيان فالتساقط يقع بين فعلها وفعل المعصية فتصير المعصية حينئذ كأن لم تكن فيسقط العقاب تبعا لسقوطها من غير أن يسقط شيء من ثواب التوبة.
وفي النهج عن أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام في ثواب التوبة حين قال رجل بحضرته : أستغفر الله ، فقال عليهالسلام (ثكلتك أمّك ، أتدري ما الاستغفار؟
إن الاستغفار درجة العلّيين.
وهي اسم واقع على ستة معان :
أوّلها : النّدم على ما مضى ، والثاني : العزم على ترك العود إليه أبدا ، والثالث : أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عزوجل أملس ليس عليك تبعة.
والرابع : أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدّي حقّها.
والخامس : أن تعمد إلى اللحم الذي قد نبت من السّحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول : أستغفر الله).
وقال السيد الإمام «مانكديم» وهو أحمد بن الحسين بن أبي هاشم