وقيل : بل يجب حصول النقيض مطلقا ، ومن ذلك قصة مسيلمة الكذاب فإنه لما نقل إليه وإلى أصحابه أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بصق في بئر في المدينة كان ماؤها مالحا فعذب.
فقال أصحاب مسيلمة : افعل لنا في هذه البئر كما فعل محمّد.
فبصق فيها ، قيل : فغار ماؤها فيبست. ذكره الإمام المهدي عليهالسلام. قال : وأصحابنا يمنعون صحة هذه الرواية.
وقالت «البهشمية : لا يجوز» حصول النقيض «لأن تخلف مراده كاف» فالزيادة عبث.
«قلنا : لا يجب» حصول النقيض «لعدم دليل الوجوب» ولو كان ادعى إلى تكذيبه «مع حصول الكفاية بالتخلّف» واللطف غير واجب عليه تعالى «ولا منع» (١) من حصول النقيض «لأنه حسن» ولا وجه لقبحه.
واعلم : أنه لا بدّ للرسول والنبيء من معجز يأتي به الملك يدل على صدقه أنه رسول إلى الرسول والنبيء.
وقد قيل : إن النبيء يعرف الملك المرسل إليه ضرورة.
وقال الإمام أحمد بن سليمان عليهالسلام في كتاب الحقائق : والذي دلّ محمّداصلىاللهعليهوآلهوسلم على أن جبريل عليهالسلام رسول من الله إليه : ما أراه من المعجزة الخاصة لنفسه لأنه لو لم يره معجزة لنفسه لم يتحقق صدقه ، كما أنه لا يتحقق صدق النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا بمعجزة.
فأول ما نزل جبريل إلى النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما روي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليهمالسلام قال : (نزل إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم جبريل صلّى الله عليه وعليه جبّة من سندس بأعلى الوادي وهو يرعى غنما لأبي طالب ، فأخرج له درنوكا من درانيك الجنّة فأجلسه عليه ثم أخبره أنه رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) (ض) ولا يمنع.