«بعض المرجئة : بل شفاعة النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم لأهل الكبائر من أمّته فيخرجهم الله بها من النار إلى الجنة» وبعضهم ذهب إلى أنه يشفع لأهل الكبائر قبل دخولهم النار فلا يدخلونها. «لنا» حجة عليهم : «قوله تعالى» : (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) أي مانع يدفع عنهم العذاب (كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١).
«ولم يفصل» تعالى في هذا بين أهل الجحود وغيرهم.
«وقوله تعالى» : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) (٢) أي ناصرا ودافعا لما استحق من العذاب.
وقوله تعالى» : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) (٣) أي يجاب إلى ما شفع فيه «كقوله تعالى» : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) (٤) «أي لا تجب» آثما أو كفورا.
فهذه الآيات مصرّحة بعدم الشفاعة لمستحق النار ونحوها كثير من نحو قوله تعالى : (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) (٥).
وقوله تعالى : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) (٦).
وقوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) (٧).
__________________
(١) يونس (٢٧).
(٢) النساء (١٢٣).
(٣) غافر (١٨).
(٤) الإنسان (٢٤).
(٥) البقرة (٢٧٠).
(٦) الأنبياء (٢٨).
(٧) طه (١٠٩).